كثيرا ما نحتاج في حياتنا إلى لحظات نوقف من خلالها الزمن,لنتأمل أقوالنا و أفعالنا و مسار حياتنا,نراجع الهفوات و نسد الثغرات ,علنا نصلح ما هدمنا دون وعي أو سبق إصرار أو بالأحرى التوقف عن اقتراف المزيد من الأخطاء. فالذوبان في معترك الحياة اليومية و السعي وراء تلبية الحاجات البيولوجية تعتم علينا نور النهار و تقف الحياة عند هذا الحد وكفى. هكذا يحتاج الواحد منا إلى لحظات للتأمل كما يفعل الفنان إثر انتهائه من رسم لوحته ,يعود إلى الخلف ليتأمل لوحته,ينقحها,يغمق ألوانها الفاتحة ويفتح ألوانها الغامقة ليكتمل بذلك المشهد ,هذا الأخير الذي يصنعه الفنان بيديه و فرشاته و داخل مرسمه...فمتى يتمكن المجتمع من السير على نهج الفنان الذي يصنع جمال لوحته بيديه,و المجتمع هو الشباب هو الطفل هو المرأة هو اللغة هو العادات و التقاليد. متى يتمكن الشباب من نسج خيوط مستقبله دون خوف من هذا المجهول ؟متى يتمكن من تبديد هذا الإحساس و تعويضه بالثقة والأمل في غد أفضل ...متى تتكلم المرأة؟ و تعبر عن ذاتها لتخرج من صمتها الرهيب ؟ألم تحن بعد ساعة فض بكارة هذا الضمير الجمعي الذي يخنق الأنفاس و يجعل الموت حياة و الحياة موتا. هل آن الأوان للرجل أن يرتاح من غول الغلاء وأزمة الكراء و الماء و الكهرباء و الغذاء.أما الشيخ فلا ندري أي مصير ينتظره ,بين أذرع أبناء قهرهم الزمن و ضيق الحال أو بين بوابات دور العجزة المفرغة من الإحساس؟؟؟ وحينما يحين الموعد, موعد كل هؤلاء مع الكرامة و الإنسانية و الاحترام, نكون قد اجتزنا بر الأمان في ظل مواطنة تضمن حق كل إنسان كيفما كان رجلا و امرأة و كهلا وشيخا...حينها يستطيع الشباب أن يفجر طاقاته الكامنة إبداعا خلاقا و تستطيع النساء الإفصاح عن آلامهن وآهاتهن ,و يتمكن الشيخ من مداعبة حفدته و رواية الحكايات لهم. نحن لا ندري أي لحظة نعيش الآن ,لكن الألم قد وصل ذروته ,فهل من قطرة ماء تروي عطش كل هؤلاء الظمآنين إلى العدل والحرية و الكرامة و المواطنة ...هي لحظة تأمل إذن تجعل بصيرتنا تفكر في كل هؤلاء وصدق من قال '' تأمل ساعة خير من عبادة مائة عام''. فيا أيتها اللجنة المكلفة بمراجعة الدستور ,قبل أن تقرري , أمعني في النظر,فأنا امرأة قد أجهل القراءة و الكتابة باللغة العربية لكني مثقفة في بيئتي و لغة أهل بلدي,أريدك أن تضمني لي حق الدفاع عن نفسي فأنا المظلومة التي يطالبني القاضي في المحكمة أن أتحدث لسانا عربيا لم أتعلمه بين أحضان أمي فأجيبه أني لا أتكلم اللغة العربية ,وهو لا يفهمني ولا يكلف نفسه عناء محاولة فهمي بل ينهرني وأبقى صامتة,فهل دقت ساعة الحقيقة التي ستكسر جدار هذا الصمت المهين؟؟؟ وأنا المريضة الوحيدة في العالم التي عندما يصيبها ألم لا أستطيع التعبير عن ألمي, أحتاج دائما إلى مرافق يتحدث نيابة عني لأكون بذلك في وضعية إعاقة رغم أني في كامل قواي العقلية و النفسية, إنه ظلم مزدوج وإحساس بالغربة وسط الديار...هكذا لا يبقى لي من المواطنة إلا الصمت أو السخرية و أحلاهما مر ,فإما صمت يجعلني مدانة أمام المحاكم ,حيث الصمت علامة الرضا,و إما حديث يجعلني عرضة للسخرية بدعوى أن لساني غامض و غير فصيح, هكذا أشبه مهاجرا سريا تائها لكن في بلده ؟؟؟ بناء على كل ما سبق أختم قولي بأني في بلدي أهان و كأني مواطنة من الدرجة الثانية, فهل سترد لنا اللجنة, نحن, نساء الهوامش ونساء المغرب المنسي, الاعتبار كإنسان له الحق في الولوج إلى الإدارة بلغة أهل البلد و من دون تمييز. هذا ما نريد همسه,وبقوة هادئة معتادة في إنسان هذه البقاع من المغرب المنسي,في أذن هذه اللجنة التي إن استمعت لكل أصوات المغاربة سيسجل التاريخ و بقلم من ذهب أن شعارها هو الوصول الفعلي إلى المواطنة الحقيقية اللائقة بالإنسان وصدق الله تعالى حين قال "فأما الزبد فيذهب جفاء أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.