ظهرت آثار التراجع العسكري الواضح الذي يحصده مقاتلو تنظيم "داعش" في الآونة الأخيرة في كل من العراقوسوريا على الواجهة الإعلامية لتنظيم "أبو بكر البغدادي"، التي شددت في حملاتها الدعائية هذه الأيام على إعادة التحريض ضد أهداف مدينة وعسكرية دون تحديد مساحة جغرافية؛ فيما جددت توجيه تهديداتها لدول مجلس التعاون الخليجي إلى جانب المغرب. واستعان التنظيم، الذي يقترب من تخليد الذكرى الثانية من خروجه الرسمي باسم "الدولة الإسلامية" وتنصيب "البغدادي" قائدا له تحت لقب "أمير المؤمنين"، بإصدارات مرئية متنوعة، منها إصدار من "غرب إفريقيا"، الذي قال "داعش" إنه يروم "الرد على بعض الشبهات..ويوصي المسلمين في كل مكان أن يتثبتوا من الأنباء التي يشيعها الكفار عن جنود الخلافة"، على حد تعبير الشريط. أما عدد الأسبوع الجاري من صحيفة "النبأ"، التابعة ل"داعش"، فتضمن رسائل تحريضية من جديد تجاه دول عربية وإسلامية، إذ تعمد وضع "غرافيك" يتضمن أعلام الملكيات العربية الثماني، وهي دول مجلس التعاون الخليج العربي الست: (السعودية وقطر والإمارات والكويت وسلطنة عمان والبحرين)، إلى جانب كل من المغرب والأردن، وهي الوثيقة التي تضمنت توقيع "مكتبة الهمة - الدولة الإسلامية"، وحملت رسما يحيل إلى الدماء، مرفوقاً بعبارة "الطواغيت العرب..أيديكم أوغلت في دماء المسلمين"، وفق تعبير المصدر ذاته. إلى ذلك، أعادت الإصدارات ذاتها نشر ما وصفته ب"مقاصد القتال"، التي عددتها في حوالي 17 مبررا لتنفيذ عمليات عسكرية في العراقوسوريا وعدد من الدول العربية والغربية، مستدلة على ذلك بآيات قرآنية وأحاديث نبوية ومقولات من التراث الإسلامي، ومعتبرة أن "قتال المشركين، وقمع أعداء الدين، من أوجب الواجبات على المسلمين في كل عصر"، وفق زعم المصدر الداعشي ذاته. وتضمنت مبررات التنظيم المسلح "رد البغاة الخارجين على الإمام"، في إشارة إلى كل من لم يبايع البغدادي، و"كسب أموال الكفار من الغنائم والفيء"، وتعني بذلك استباحة أموال الناس في كل المرافق والمؤسسات داخل البلدان العربية والغربية، إلى جانب "قتال المرتدين الممتنعين عن بعض شرائع الله"، و"كشف المنافقين وتمييز المؤمنين"، و"نشر التوحيد وطمس الشرك"، و"إقامة شرع الله وتطبيق حدوده"، و"مدافعة المفسدين وكف أذى الكفرة عن المسلمين"، و"إرهاب الكفار والمرتدين والإثخان فيهم". ويشكو تنظيم "داعش" في الآونة الأخيرة من تراجع واضح على المستوى العسكري في سورياوالعراق، إثر العمليات العسكرية التي تنفذها القوتان العراقية والسورية النظاميتان، بمعية ميليشيات موالية لها، وقوات البشمركة، بدعم جوي من التحالف الدولي، بقيادة الولاياتالمتحدة، الذي يشن غارات جوية على مواقع التنظيم.