اهتمت صحف شرق أوروبا الصادرة اليوم السبت بالخصوص بالعودة الى الحوار الطبيعي بين واشنطنوموسكو ومحاكمة الصحفيين في تركيا وإمكانية إضفاء الشرعية على استخدام الحكومة النمساوية برنامج التجسس لمراقبة البريد الإلكتروني والاتصال الهاتفي عبرالإنترنيت لاحباط العمليات الارهابية المحتملة . ففي روسيا قالت صحيفة "كمسمولسكايا برافدا "أن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أكد الجمعة، أن واشنطن تريد العودة إلى الحوار الطبيعي مع موسكو، وأن هناك تقدما على هذا المستوى. ونقلت الصحيفة عن كيري قوله "نحن نريد العودة لذلك، وهناك تقدم بهذا الاتجاه "مؤكدا أن هناك مصادر للإزعاج من الجانبين في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، وهناك رغبة من الجانبين في التغلب عليها. واشار كيري ، تضيف الصحيفة أن الجانبين يريدان أن يكونا قادرين على التغلب على تلك العقبات ،مبرزا في الوقت ذاته أن الأهم أننا جميعا نواجه تحديات التطرف القاسي ". وذكرت الوثيقة بأن كيري قام خلال اليومين الماضيين بزيارة إلى موسكو اجتمع خلالها مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. وتركزت المباحثات على الملفين السوري والأوكراني. وفي موضوع الهجمات الارهابية على عاصمة الاتحاد الأوربي بروكسيل ذكرت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أعتبر الجمعة أن التفجيرات الإرهابية في بروكسيل تؤكد الضرورة الملحة لتطبيق مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخاصة بتشكل جبهة واسعة لمحاربة الإرهاب. وأكد، لافروف الذي كان يتحدث ،أمام طلاب وأساتذة الأكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية الروسية، أن مسائل التنسيق في محاربة الإرهاب تبقى في صلب الاتصالات الخارجية التي تجريها موسكو، تضيف الصحيفة . ووفقا للصحيفة فقد حذر لافروف في كلمته من التركيز على تحقيق المصالح الآنية على الساحة الدولية، معتبرا أن هذا التوجه يؤدي إلى كوارث. وقالت الصحيفة نقلا عن لافروف أن التطورات في الشرق الأوسط أظهرت أن محاولات فرض الوصفات السياسية على دول وشعوب أخرى، تؤدي إلى نتائج عكسية ،مؤكدا في هذا الصدد أن روسيا تتمسك بموقفها الثابت والمبدئي لإيجاد حلول مثلى للقضايا المشتركة. وأشار الوزير ، تضيف الصحيفة ، إلى وجود أمثلة كثيرة على نجاح مثل هذا العمل ، ومنها الاتفاق النهائي بشأن الملف النووي الإيراني، وبدء عملية التفاوض حول سوريا، بالتزامن مع دخول الهدنة حيز التنفيذ في هذه البلاد، وإتلاف الأسلحة الكيميائية السورية، والتوصل إلى اتفاق حول التصدي للتغير المناخي. وفي تركيا ذكرت "حرييت ديلي نيوز" أن واحدة من أهم المحاكمات في تركيا انطلقت الجمعة، وتهم اثنين من صحفيي جريدة "جمهوريت"، كان دوندار وارديم جول، المتهمين بالتجسس، والكشف عن أسرار الدولة، ومحاولة الانقلاب ودعم منظمة إرهابية ، مبرزة أن العقوبة السجنية قد تصل الى مدى الحياة. وفي نفس السياق قالت صحيفة "جمهوريت" أن المحاكمة تأتي في وقت "القمع المتزايد" مع طرد المراسلين الأجانب والضغط وممارسة الوصاية على صحيفة زمان، مشيرة إلى أن الصحفيين قد وضعا بالفعل تحث الاعتقال الاحتياطي لمدة 92 يوما. صحيفة "سوكوز" قالت أن المحكمة قررت في جلسة مغلقة لأسباب أمنية تأجيل جلسة محاكمة هؤلاء الصحفيين الذين ينتقدون السلطة للاسبوع المقبل مبرزة أنهم قاموا في مايو بنشر صور على مواقعهم على شبكة الانترنيت وفيديو في يناير في 2014، يشير الى تسليم بواسطة شاحنات تابعة لمصالح سرية أسلحة للمتمردين الاسلاميين السوريين. وقالت الوثيقة انهم "شهود عيان، وليسوا متهمين ، مشيرة إلى أن الصحفيين يريدون "جعل محاكمة جرائم الدولة" أمام المحكمة لأن "الدولة ضبطت بالجرم المشهود بفعل الجريمة وتعمل الآن كل ما بوسعها من أجل طمس هذه الحقائق ". وعلى صعيد آخر عادت ، "ديلي الصباح" إلى المعركة ضد الإرهاب ، ونقلت عن مصادر دبلوماسية، أن تركيا قد حظرت الدخول إلى أراضيها على 38 ألف و269 من المشتبه بهم من 128 بلدا منذ سنة 2011 وطردت 3290 من الإرهابيين المشتبه بهم من 95 دولة ومن بينهم إبراهيم بكراوي، احد الانتحاريين في مطار بروكسيل. وفي النمسا كشفت صحيفة "دير ستاندرد" أن وزارة العدل النمساوية تدرس إمكانية إضفاء الشرعية على استخدام الحكومة برنامج التجسس لمراقبة المناقشات عن طريق البريد الإلكتروني والاتصال الهاتفي عبر الإنترنيت من اجل إحباط العمليات الإرهابية محتملة. وقالت الصحيفة أن استخدام هذه التقنية التي تستعمل بالفعل من قبل الدول الأوروبية وكذلك من قبل وكالة الأمن القومي الأمريكية (نازا)، وبالخصوص ما يتعلق ب "الواتساب" الذي يستخدم في كثير من الأحيان من قبل القنوات الجهادية كما يظهر من خلال تحقيقات أجهزة الاستخبارات. و في نفس السياق وفي أعقاب الهجمات الارهابية التي شهدتها العاصمة البلجيكية والأوروبية، بروكسيل ذكرت صحيفة "كورير"أنه تم "نشر أعداد كبيرة من قوات الأمن، بما في ذلك حول السفارتين الفرنسية والبلجيكية، والمنظمات الدولية وفي محطات السكك الحديدية والمطارات، مشيرة إلى تواجد الشرطة بشكل واضح للغاية في مطار فيينا الدولي، الذي سيعبره خلال هذا الأسبوع ما لا يقل عن 65 ألف مسافر بمناسبة عيد الفصح. وذكرت الصحيفة أن حوالي 450 شرطي، سيقومون بحراسة ملعب فيينا ارنست هابل الذي يستضيف يوم الثلاثاء المقبل مبارة ودية بين النمساوتركيا. و نقلت الصحيفة عن مستشار الأمن بوزارة الدفاع الاتحادية، نيكولا ستوكهامر قوله أن النمسا هي من بين الدول الأوروبية التي يكون فيها خطر وقوع هجوم إرهابي في المستوى المتوسط .