استفاقت ملايين البلجيكيين اليوم الثلاثاء على هول حادث إرهابي كانوا يتوقعونه منذ أشهر، خاصة بعد التفجيرات التي هزت العاصمة الفرنسية باريس في 13 نونبر الماضي، ولكنهم لم يتصوروا أبدا سيستهدف منشئات حيوية قريبة منهم، ويستعملونها في حياتهم اليومية بشكل دائم. ومثل الثالث عشر من نونبر 2015، يمكن اعتبار يوم 22 مارس تاريخا مفصليا في بلجيكا، حيث سيتم الحديث عن ما قبل 22 مارس وما بعد هذا اليوم الحزين عند البلجيكيين وباقي الشعوب الأوروبية أيضا، وهو ما وقع بشكل أكثر مأساوية في الولاياتالمتحدةالأمريكية يوم ال11 من شتنبر 2011. ويبدو أن ما تظهره وسائل الإعلام البلجيكية والعالمية بعرض مشاهد من أماكن التفجيرات في مطار بروكسيل، وقطار الأنفاق في حي مونبيك، لا يحكي حقيقة ما وقع بالفعل، ومدى المأساة التي تعيشها حاليا بلجيكا، أمام الصور التي لاشك أنها ستظل راسخة في ذاكرة من شاهدها. وفي هذا الصدد، يحكي نائب رئيس البرلمان المحلي بالعاصمة البلجيكية بروكسيل، فؤاد أحيدار، عما شاهده اليوم من مآسٍ بأم عينه، بالقول إن "مستشفيات المدينة أضحت شبيهة بالمجزرة، بسبب كثرة المصابين والقتلى، ضحايا التفجيرات التي استهدفت البلد صباح اليوم الثلاثاء". وأضاف السياسي البلجيكي من أصل مغربي، في تصريح لهسبريس: "في محطة الميترو تخال نفسك وسط بغداد بسبب التفجيرات"، مضيفا أن "الأمر محزن ومؤلم فعلا، فعدد القتلى بلغ 34 قتيلا، والحصيلة قابلة للارتفاع، بالإضافة إلى عشرات الجرحى". وزاد نائب رئيس البرلمان المحلي بالعاصمة بروكسيل، في التصريح ذاته: "ندعو الله أن يمنحنا القوة من أجل تخطي هذا الامتحان، فنحن لا ندري كيف نتعاطى مع هذا الأمر، في مواجهة معتدين جبناء" على حد تعبيره. وحري بالذكر أن التفجيرات الدموية التي طالت العاصمة البلجيكية أسفرت بحسب آخر الأرقام 34 قتيلا، والعشرات من الجرحى، من بينهم إصابات بالغة الخطورة، فيما تم نشر مذكرة بحث أمنية في مشتبه به شوهد رفقة شخصين آخرين، رصدتهم كاميرات المراقبة، كانت يداهما اليسرى مغلفة بقفاز، يُعتقد أنه قنبلة أو حزام ناسف.