لم يمنع انتصار فريق الرجاء البيضاوي على نظيره شباب الريف الحسيمي، يوم أمس، من وقوع أحداث شغب هي الأعنف خلال السنة الحالية، إذ أودت بحياة مناصرين، وأدت إلى إصابة العشرات بجروح متفاوتة الخطورة. وإلى حدود الساعة، لم تتم معرفة الأسباب الحقيقية للأحداث العنيفة التي شهدها ملعب محمد الخامس بالدارالبيضاء، خصوصا أنها اندلعت بين فصيلين يتقاسمان عشق الفريق نفسه، وينتظر الجميع نتائج التحقيق والإجراءات التي ستفعل. بنعبد الله: حملة وطنية الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، ووزير السكنى وسياسة المدينة، نبيل بنعبد الله، عبر في تصريح لهسبريس عن استيائه مما وقع، مشددا على أنه "يجب الوقوف بصرامة في وجه هذه الأحداث"، ومعتبرا أن "لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بالأهداف النبيلة للرياضة". ودعا بنعبد الله إلى حملة وطنية ضد الشغب، "لأن الأمر أضحى خطيرا، وخصوصا في مدينة الدارالبيضاء"، حسب تعبيره، داعيا إلى "اتخاذ جميع الإجراءات الكفيلة بوقف هذا المسلسل الدامي، كيفما كانت صرامتها"، ومضيفا: "سأساند هذا التوجه". وأكد المسؤول الحكومي ذاته أن المشكل مطروح ويجب البحث عن أسبابه، وزاد موضحا: "من بين الأسباب غياب أو ضعف التأطير والتربية والأخلاق والصرامة الضرورية على المستوى الأمني، وهذه أمور تجب معالجتها بشكل سريع وبمشاركة الكل". حداد: في حاجة إلى مقاربة مندمجة لحسن حداد، القيادي في حزب الحركة الشعبية، ووزير السياحة، قال في تصريح لهسبريس: "إن ما وقع بالبيضاء سلوك غير رياضي تماما، يجب نبذه بشكل صارم، وأخذ كافة الإجراءات لتعود الأمور إلى طبيعتها"، مشددا على أن "الرياضة حاملة لقيم شريفة ونبيلة وليس قيم العنف والقتل". واعتبر حداد أنه يجب "اقتلاع هذا الإشكال من عمقه من أجل أن تسترجع الرياضة نبلها"، مؤكدا أن "المسؤولية يتقاسمها الجميع"، وداعيا إلى "الضرب على يد كل من سولت له نفسه القيام بأعمال شغب في الملاعب أو خارجها، على اعتبار أن ذلك يمس بالأمن والنظام العام". وشدد وزير السياحة على ضرورة إشراك المجتمع المدني في تأطير الناس، وإبعاد جميع العناصر التي تحرض على الشعب، ومنعها من الولوج إلى الملاعب، وعقاب الفرق التي لا تؤطر جماهيرها باللعب بمدرجات فارغة لعشرات المباريات، وأن يكون هناك تحسيس وتوعية، والعمل على مقاربة مندمجة لهذه الظاهرة. بنحمزة: تحصيل حاصل البرلماني عن فريق الوحدة والتعادلية بمجلس النواب، والناطق الرسمي باسم حزب الاستقلال، بن حمزة، اعتبر أن ما شهده مركب محمد الخامس بالبيضاء يعبر عن حجم العنف في المجتمع، مضيفا أن "ما ظهر بصيغة الجمع في مباراة الرجاء يقع بصفة يومية في شوارع المدن التي أضحت مسرحا لأبشع أنواع الجريمة". وشدد بنحمزة على "ضرورة التسلح بالشجاعة لتفادي السقوط في سهولة التحليل، وتحميل الكرة مسؤولية انفلات شباب يمثلون جيل انهيار المدرسة العمومية، والتراجع المريع في قدرة المجتمع المدني والأحزاب السياسية على تأطير الشباب، بسبب الحرب الواسعة التي تم شنها لسنوات طويلة على الأحزاب السياسية والجمعيات الجادة، مقابل تفريخ أحزاب وجمعيات على المقاس". واعتبر النائب البرلماني أن الدولة "تواجه ما صنعته سياساتها العدمية التي أفرزت جيلا بلا قيم وبلا طموح وبلا نماذج، جيل يفترسه الجهل والأمية والبطالة والهامشية في المجتمع، وتتلاعب به عصابات المخدرات وحبوب الهلوسة"؛ وأضاف: "الخطير من كل ذلك أنه عندما يحول جيل ما التعصب في الكرة إلى عقيدة تسفك الدماء من أجلها يصبح استقطابه من قبل التكفيريين والإرهابيين مسألة وقت فقط". وشدد بنحمزة على ضرورة البحث عن الحقيقة في الهدر المدرسي والفقر ومدن الصفيح، وغيرها من مظاهر التفاوت الاجتماعي والتفاوت بين المجالات، وزاد: "شعوب كثيرة تذهب إلى ملاعب كرة القدم بربطات العنق، والمغاربة منذ سنين يذهبون إلى ملاعب الكرة..لذلك علينا أن نبحث عن الأسباب بعيدا عن كرة القدم".