أثار نفوق أعداد من الدجاج والديك الرومي في بعض الضيعات المغربية، بسبب إصابتها بفيروس أنفلونزا الطيور، حفيظة المستهلكين المغاربة وتخوفاتهم، خاصة بعد أن عمد سماسرة إلى بيع دجاج مريض ولحم فاسد، مؤخرا، بأحد الأسواق الأسبوعية ببير الجديد، وهي العملية التي تكللت بإتلاف 250 كيلوغراما من اللحوم غير الصالحة للاستهلاك. إتلاف لحوم الدجاج والديك الرومي الفاسدة، ترافقت مع مطالب ملحة بضرورة متابعة المتورطين في تزويد المدينة بالدجاج الفاسد، ومناشدة جميع المصالح المشاركة في مثل هذه الحملات، خاصة المصالح البلدية لحفظ الصحة والإدارات المكلفة بمحاربة الغش التابعة للمصالح الإقليمية، بعدم التساهل مع المستهترين بصحة وسلامة المواطنين. وقال الطبيب البيطري بوعزة الخراطي إن الأعراض الأولى لأنفلونزا الطيور التي تظهر على الدواجن تبدأ من عدم قدرتها على الأكل وتراجع عنقها إلى الوراء، وتزداد الأعراض عند تفاقم حدة المرض حيث تحمرّ العينان ويخرج سائل من الأنف ويخف وزنها، ثم لا تستطيع الوقوف على رجليها. الخراطي أفاد، ضمن حديثه مع جريدة هسبريس الإلكترونية، بأن اللحم الفاسد المصاب بفيروس أنفلونزا الطيور يكون لونه أحمر قاتما يميل إلى الأزرق، مؤكدا أن الأنفلونزا المصابة بها دواجن المغرب غير معدية، ولا تنتقل إلى الإنسان، وليس كتلك المصابة بها دواجن فرنسا. وأبرز الخراطي، الذي يرأس كذلك الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، أن قطاع الدواجن تضرر كثيرا بسبب المرض، حيث وصل ثمن البيضة الواحدة إلى "34 ريالا" (درهم و70 سنتيما)، مؤكدا أن السعر سيشهد ارتفاعا أكبر، خاصة خلال شهر رمضان، حيث يعد البيض المسلوق طبقا رئيسيا على مائدة الإفطار، ما سيضطر المغرب إلى استيراد 60 بالمائة من حاجياته من هذه المادة من الخارج، وفق تقديرات المتحدث. رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك أورد أن الدولة لا تدعم أصحاب ضيعات الدواجن عند حدوث مشاكل صحية من هذا القبيل، ولا تتكفل بقتل الدجاج المريض بطريقة آمنة، كما لا تعوض أصحابها عن الخسارة، ما يدفعهم إلى بيعها بأقل الأثمان للسماسرة الذين يقومون بترويجها في الأسواق الأسبوعية والبعيدة عن المراقبة، مشيرا إلى أن 90 بالمائة من الدواجن لا تخضع للمراقبة البيطرية، ما يشجع على انتشار "الرِّياشات". ولفت المتحدث إلى أن المغرب برمته لا يتوفر سوى على 23 وحدة صحية لذبح الدجاج، ووحدتين توقفتا عن الاشتغال، وهو رقم غير كاف لتلبية حاجيات الطلب بالمغرب، حيث يلجأ كل المغاربة، تقريبا، نحو المحلات الصغيرة لبائعي الدجاج الذين يستخدمون "الرياشة" لتنظيف الدجاج، مؤكدا أنها غير صحية، وواصفا إياها "بؤرة خطر" على صحة المواطن. الخراطي دعا المغاربة إلى تفادي شراء لحم الدواجن من المحلات غير المرخصة، والتوجه إلى المحلات التي تعرض لحما مطبوعا ومراقبا من طرف المصالح البيطرية، وبضرورة التبليغ عن كل التجاوزات الملاحظة لدى المحلات التي تعرض لحما فاسدا أو دواجن مريضة.