حاول الباحثون المشاركون في أشغال الملتقى الوطني العلمي الثاني للباحثين في علم مقارنة الأديان، الذي نظمه أخيرا فريق البحث في علم مقارنة الأديان التابع لمختبر الخطاب والإبداع والمجتمع بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، مقاربة بعض المفاهيم والقضايا الرئيسية لليهودية والمسيحية والإسلام. وتناولت بعض هذه المداخلات راهنية علم مقارنة الأديان، متوقفة عند الدور الكبير الذي يمكن أن يؤديه هذا العلم الإسلامي النشأة؛ في توفير الأمن الروحي، وتحقيق الاستقرار المعيشي داخل المجتمع الواحد، أو في تحديد العلاقة مع المخالف عقديا خارج حدود الجغرافيا. ولم يغب عن المشاركين في هذا الملتقى الحديث عن إشكالية المنهج، وكذلك الأمر بالنسبة للأقليات الدينية في المجتمع الإسلامي، والحريات التي كانت تتمتع بها في ظل قانون أهل الذمة الشهير. وهو ما تطرقت إليه مداخلة "الأقليات اليهودية في عهد الرسول صل الله عليه وسلم"، و"الوجود اليهودي بالمغرب" وأيضاً موضوع "ملامح تاريخية من دخول اليهود أرض المغرب الأقصى" لكل من حميد بن فارس ومصطفى خضري ويطو وهمي. وقد تخللت الجلسات مناقشات علمية جادة من قبل الحاضرين عقب انتهاء أشغال كل جلسة على حدة، كما عرف أشغال هذا الملتقى الوطني الثاني معرضاً مصغراً لإصدارات بعض أعضاء فريق البحث في علم مقارنة الأديان. وشارك في هذا الملتقى الوطني العلمي الثاني أكثر من أربعين طالبا حجوا إلى مدينة فاس من جامعات وجدة وتطوان ومكناس والقنيطرة والرباط والدار البيضاء ومراكش، يجمعهم كلهم البحث في علم مقارنة الأديان، بعضهم من جنسيات مختلفة اندونيسية ومصرية وموريتانية .