من بين جميع مداخلات الأحزاب السياسية، اليوم بمقر مجلس النواب، في موضوع مستجدات ملف الصحراء، عقب التصريحات الأخيرة للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، التي وصفتها الرباط بكونها منحازة وغير مقبولة، كانت كلمة حمدي ولد الرشيد، القيادي في حزب الاستقلال، قوية وساخنة. ودفعت مداخلة ولد الرشيد، التي دعا فيها إلى الدخول إلى "المناطق العازلة" بالصحراء، و"طرد" البعثة الأممية "المينورسو"، باعتبار أنها مناطق مغربية، رئيس الحكومة، بعد انتهاء كلمة القيادي الصحراوي، إلى ترك كرسيه، والذهاب لاحتضانه ومعانقته، ورفع يده في إشارة بالنصر. وقال رئيس بلدية العيون، ضمن كلمته التي تلاها مرتجلة في الجلسة الاستثنائية لمجلسي البرلمان اليوم، ردا على تصريحات بان كي مون، إن ما صدر عن الأمين العام للأمم المتحدة انزلاق خطير، مبرزا أن زيارته إلى منطقة "بئر الحلو" غير مقبولة البتة، لكونها جزء من أراضي المملكة". وأفاد ولد الرشيد بأن "الأراضي العازلة بالصحراء الشرقية مغربية لا نقاش في ذلك قولا وفعلا"، مضيفا: "نحن مستعدون لحمل السلاح للدفاع عن الصحراء"، ومبرزا أن "المغرب في صحرائه، والصحراء في مغربها، والمغاربة قاطبة مع الملك محمد السادس في أي قرار يتخذه". وقال القيادي في حزب "الميزان" إن تصريحات بان كي مون "لا تخيفنا، باعتبار أن العالم لا مصلحة له في إثارة الفوضى كما يقع حاليا في ليبيا وسوريا والعراق"، قبل أن يعرج إلى الحديث عن انفصاليي البوليساريو، حيث قال إنهم "عبارة عن أقلية طائشة، ولا يمكن للأقلية أن تفرض رأيها على الأغلبية". بدوره دعا نبيل الشيخي، رئيس فريق العدالة والتنمية، الحكومة إلى الاتصال برئيس مجلس الأمن الدولي من أجل تصحيح ما ورد في تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، وإلى إصدار كتاب أبيض يوضح مسار قضية الصحراء، فضلا عن الرفع من سقف الشروط التفاوضية حول الملف. من جانبه انتقد عبد العزيز بن عزوز، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة، أداء الدبلوماسية المغربية في قضية الصحراء، لكونها تكتفي بردود الفعل، وقال في مداخلته إن هذه الدبلوماسية تعاني من أعطاب، داعيا الحكومة إلى خلق آليات للتنسيق بين الدبلوماسية الرسمية والدبلوماسية البرلمانية. وفي رد ضمني على هذه الانتقادات الموجهة إلى أداء الدبلوماسية الحكومية، التي يرأسها صلاح الدين مزوار، أكد محمد الرزمة، عن حزب "الأحرار"، أن "دبلوماسيتنا ليست في تراجع، بل إنها حققت خطوات إلى الأمام"، مضيفا أنه كان على بان كي مون أن يفضح اختلاس المساعدات الموجهة لسكان المخيمات، عوض الحديث عن "احتلال" الصحراء. وتوالت مداخلات الفرق الأخرى، من قبيل الفريق الاشتراكي، والحركة الشعبية، والاتحاد الدستوري، والتقدم الديمقراطي، وغيرها، لتصب في اتجاه واحد، يتمثل في انتقاد تصريحات بان كي مون، داعية إلى مراجعة علاقات المغرب مع هيئة الأممالمتحدة، وفتح تحقيق حول دواعي تصريحات المسؤول الأممي.