من المقرر أن تجري لجنة الخارجية بكل من مجلسي النواب والمستشارين اجتماعا طارئا لتدارس آخر المستجدات الخاصة بقضية الصحراء، وذلك على ضوء الزيارة الأخيرة التي قام بها الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى مخيمات تيندوف، والمنطقة المغاربية، وكذا بعض الدول الإفريقية. وكشف بلاغ صادر عن كل من رئيس مجلس النواب، رشيد الطالبي العلمي، ورئيس مجلس المستشارين، حكيم بنشماس، أن هذا الاجتماع المشترك يأتي طبقا لأحكام الفقرة الأخيرة من الفصل 68 من الدستور، والتي تنص أنه "يمكن للجان الدائمة للبرلمان أن تعقد اجتماعات مشتركة للاستماع إلى بيانات تتعلق بقضايا تكتسي طابعا وطنيا هاما، وذلك وفق ضوابط يحددها النظامان الداخليان للمجلسين". وتبعا لذلك، أنهى كل من الطالبي العلمي وحكيم بنشماس إلى علم النواب والمستشارين ضرورة الحضور إلى هذا الاجتماع، الذي سيكون مفتوحا أمام وسائل الإعلام المغربية والدولية. وتأتي هذه الخطوة بعد أن أصدرت عدد من الهيئات السياسة عددا من البلاغات المنددة بتصريحات بان كي مون، التي دعا فيها إلى منح حق تقرير المصير، كحل لقضية الصحراء؛ ما أثار حفيظة الحكومة المغربية التي أصدرت بلاغا شديدة اللهجة، تتهم فيه الأمين العام للأمم المتحدة بالانحياز إلى أطروحة البوليساريو، وتغييب مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب منذ 2007. وكان حزب الأصالة والمعاصرة دعا إلى عقد دورة استثنائية للبرلمان، لمناقشة التطورات الأخيرة لعلاقة المغرب مع الاتحاد الأوروبي، وكذا مستجدّات قضية الصحراء؛ فيما دعا الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى "عقد جلسة برلمانية طارئة لمناقشة الوضعية المترتبة عن هذه الزيارة، والتعبير عن غضب الشعب المغربي إزاء هذا الانحراف، وموقفه الثابت في التمسك بالسيادة المغربية على الأقاليم الصحراوية"، على حد تعبير بلاغ للمكتب السياسي ل"حزب الوردة". وفي السياق ذاته، اعتبرت اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال أن تصريحات كي مون تعد "خرقا سافرا لميثاق الأممالمتحدة"، داعية الحكومة المغربية إلى اتخاذ إجراءات وتدابير ملموسة لوضع أعضاء مجلس الأمن في صورة الانحراف الأخير للأمين العام، موضحة أنها تابعت ب"استغراب كبير استعمال الأمين العام للأمم المتحدة عبارة "الاحتلال" لتصنيف استكمال المغرب لوحدته الترابية"، معتبرة هذا التعبير "يمس في العمق الشعور الوطني للمغاربة". أما حزب الاتحاد الدستوري، فخرج هو الآخر بموقف مندد بزيارة كي مون، إذ أكد في بلاغ له أنه "تتبع باندهاش كبير مجريات الزيارة التي قام بها بان كي مون إلى المنطقة، ووقف باستغراب شديد على مسلسل الانزلاقات والتجاوزات التي تخللتها، ومدى الخطورة التي تشكلها على مصير القضية الأولى للشعب المغربي، وعلى مستقبل المنطقة بأكملها ومصير الأدوار المنوطة بالمنتظم الدولي".