منعت القوات العمومية بمدينة الجديدة، صباح اليوم، وصول الأساتذة المتدربين إلى مقر عمالة الإقليم، لتجسيد محطتهم الاحتجاجية المبرمجة لهذا اليوم، والمتمثلة في تنظيم مسيرة من المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالجديدة، مصحوبة بوقفة أمام مقر العمالة. وأفاد محمود أيت الحاج، بصفته أستاذا متدربا بمركز الجديدة، بأن القوات العمومية تدخلت بقوة في حق المحتجين، واستعملت الرفس والضرب بالهراوات لمنعهم من التقدم نحو مقر العمالة، ما تسبب في إصابة عدد من "أساتذة الغد"، جرى نقلهم إلى قسم المستشفى لتلقي الإسعافات الأولية. وأضاف المتحدث ذاته أن هذا الشكل النضالي يأتي تنفيذا لقرارات التنسيقية، والقاضية بتنظيم مسيرات تنديدية للتعبير عن رفض المقاربة الأمنية ضد المحتجين، والقمع الذي يتعرض له الأساتذة المتدربون عبر ربوع الوطن، مؤكّدا أن القوات العمومية بالجديدة فاجأت المشاركين في المسيرة باعتراض سبيلهم، قبل أن تتدخل بقوة لإجهاض الشكل الاحتجاجي. بدوره أوضح مصطفى أيت حمو، في تصريح لهسبريس، أن التدخل الأمني أسفر عن إصابة 5 أساتذة متدربين، ما تطلب نقل اثنين منهم، عبر سيارة إسعاف، إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي للجديدة، في الوقت الذي استعانت القوات العمومية بحواجز حديدية لقطع الطريق على "أساتذة الغد"، الراغبين في الاحتجاج أمام مقر العمالة. المتحدث ذاته، بصفته عضوا في لجنة الإعلام للتنسيقية المحلية للأساتذة المتربين بمدينة الجديدة، أكّد أن "القمع الممنهج الذي تعرض له الأساتذة المتدربون لن يثنينا عن مواصلة الصمود والتمسك بحقنا العادل والمشروع، والمتمثل في إسقاط المرسومين المشؤومين، والحق في الاحتجاج السلمي الذي يكفله الدستور"، موجّها رسالة إلى الحكومة بالتأكيد أن "أساتذة الغد لن يستسلموا مادامت الحكومة تصم آذانها، وتستمر في قمعهم". ورغم التدخل الأمني في حق المشاركين في المسيرة، فقد أصرّ المحتجون على إتمام برنامجهم الاحتجاجي وفق ما تمّ تسطيره، حيث حوّلوا المسيرة والوقفة الاحتجاجيتين إلى اعتصام قرب مقر عمالة الإقليم، للتعبير عن تنديدهم بالعنف الذي باتت السلطات الأمنية تتبناه في تعاملها مع احتجاجات أساتذة الغد بمدينة الجديدة.