أصدرت المحكمة الابتدائية بآسفي، صباح اليوم، حكمها في قضية عبد الرحمان المكراوي، الملقب إعلاميا ب"صاحب فيديو الزفت"، الذي حاول من خلاله فضح طريق مغشوشة بالجماعة القروية جمعة اسحيم، بإقليم آسفي، حيث قضت ب"براءته من المنسوب إليه، بحكم عدم ارتكابه أي فعل جرمي". عز الدين الشرقاوي، محامي عبد الرحمان المكراوي، وفي تصريح لهسبريس، أوضح أنه منذ الجلسة الماضية اتّضح أن القضية تسير في اتجاه البراءة لموكّله، خاصة مع تقديم التنازل من طرف المشتكي، والتماس النيابة العامة إيقاف الدعوى، مشيرا إلى أن الأصل في القضايا هو الارتباط الدائم بقرينة البراءة، والمحاكمة العادلة، والدفاع عن استقلالية السلطة القضائية. وأضاف المتحدث ذاته أن "هناك من يشوّش على استقلالية القضاء بشتى الطرق، خاصة خلال مرحلة البحث التمهيدي الذي يعرف، في الغالب، خروقات وانتهاكات، سواء أمام الشرطة القضائية، أو النيابة العامة التي أعطاها المشرع الحق في المتابعة وسلطة الملاءمة التي لا توظّف في الجانب الإيجابي الموافق للدستور"، بحسب الشرقاوي، الذي اعتبر البراءة مكسبًا لكل المتضامين مع موكّله. وعن الاحتجاجات التي رافقت متابعة عبد الرحمان، والتي طالبت برحيل وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بآسفي، أكّد عز الدين الشرقاوي أن "تبرئة المكراوي أو إدانته لن تثنينا عن رفض الخروقات والانتهاكات كيفما كان مصدرها، وسنقوم بالإجراءات اللازمة تجاه مرتكبيها، عبر ملفات نتوفّر عليها". الشرقاوي ختم تصريحه لهسبريس بالتأكيد أن "القضاء يُحترم ويُقدّر، لكن ذلك لا يعني السكوت عن الأخطاء وكل السلوكيات الغريبة عن الثقافة الحقوقية والقانونية، حيث ستتم، في هذا الصدد، إحالة مجموعة من الملفات على وزارة العدل، من أجل مناقشتها وتصحيح الواقع البعيد عن القانون"، بعبارات محامي "صاحب فيديو الزفت". وكان عبد الرحمان المكراوي قد نشر شريطا بموقع "يوتيوب"، ومنه إلى مواقع التواصل الاجتماعي، أوضح من خلاله حالة طريق حديثة التهيئة، غير أن تعليقه على الموضوع اعتُبر من طرف رئيس الجماعة القروية سبّا وشتما وإساءة في حقه، ما دفعه إلى رفع شكاية ضده لدى وكيل الملك الذي أصدر تعليماته باعتقال المشتكى به. وعرفت قضية "فاضح الزفت المغشوش" متابعة إعلامية وحقوقية وُصفت بالاستثنائية، مع تسجيل نيابة أزيد من 70 محاميا للدفاع عن عبد الرحمان المكراوي، في الوقت الذي نظم متتبعون للملف وقفات تضامنية مع المعتقل، من جهة، وتنديدية طالت وكيل الملك لدى الحكمة الابتدائية بآسفي، من جهة أخرى، قبل أن يتنازل رئيس جماعة اسحيم عن القضية، وتبرئة المشتكى به خلال جلسة اليوم.