تحت شعار "المساواة بين الجنسين في الوظيفة العمومية، ضمانة للحكامة الجيدة"، أشرف محمد مبديع، وزير الوظيفة العمومية وتحديث الإدارة، على إطلاق مرصد مقاربة النوع بالوظيفة العمومية، بحضور نخبة من السيدات المغربيات يمثلن قطاعات السياسة والفن والدبلوماسية والصحافة والرياضة والوظيفة العمومية وحقوق الإنسان. وقال مبديع، خلال الموعد الذي يأتي غداة الاحتفال العالمي بالمرأة، إن يوم 8 مارس محطة تأمل ومناسبة يلتفت فيها العالم إلى المرأة من أجل الاعتراف بدورها المحوري في صناعة المجتمعات، مبرزا أن المرأة المغربية استطاعت أن تخترق قطاعات ومراكز إدارية وسياسية كانت حكرا على الرجال. واستحضر الوزير، أثناء الاحتفالية المقامة بمقر الوزارة بالرباط، روح الفقيدة زليخة نصري، مستشارة الملك قيد حياتها، التي جسدت إصرار المرأة المغربية على الرقي إلى أسمى المناصب، وفق تعبيره، وترحّم على المصورة ليلى العلوي التي توفيت في اعتداءات واكادوكو، والإعلامية مليكة ملاك التي وافتها المنية عشية اليوم الأممي للمرأة. وعودة إلى مقاربة النوع الاجتماعي، أكد الوزير أن المرصد يعد ركيزة أساسية وخيارا استراتيجيا لتعزيز مكانة المرأة في المرافق العمومية، لاسيما التدابير المرتبطة بالتوفيق ما بين الحياة المهنية والحياة الخاصة، ودعم مكانة النساء بمراكز القرار والمسؤولية في الوظيفة العمومية، معلنا إحداث شبكة للتشاور المشترك بين الوزارات، قصد النهوض بوضعية المرأة في الوظيفة العمومية، والتي قامت، رفقة هيئة الأممالمتحدة، بإعداد إستراتيجية مقاربة النوع بالوظيفة العمومية. وفي ختام كلمته، قال الوزير إن "ابتداع هذا اليوم المطل على فصل الربيع والحابل بكل تلاوين المديح والإطراء الموجه للمرأة، ليس كافيا"، موضحا أن "الاحتفال بشكل مناسباتي ومجحف في حق هذا الكائن الرائع الذي ينثر السعادة، أمر غير لائق"، وفق تعبيره، مشيرا إلى أن المرأة في حاجة إلى تكريم يومي ومتواصل واعتراف دائم بدورها الكبير في المجتمع، موردا: "معذرة سيدتي يوم واحد لا يكفي". بسيمة الحقاوي كان لها رأي آخر حول "نظرية السعادة" التي جاء بها مبديع، حيث ردت عليه بالقول: "المرأة ليست كائن سعادة، بل هي إنسان يخلق الثروة ويساعد في رفاهية الوطن، ومن حقها التمتع بمواطنة منصفة تتحقق من خلالها المساواة والإنصاف التي يتمتع بها جميع أبناء المغرب". واعتبرت وزيرة المرأة والأسرة والتضامن والتنمية الاجتماعية أن يوم 8 مارس صار موعدا سنويا للتواصل وتقييم ما أنجز وما لم ينجز، ومناسبة للانكباب أكثر على المشاكل، والحرص على تمكين المرأة من حقوقها وفق الدستور الذي يتحدث عن المساواة والمناصفة. من جهتها، قالت جميلة مصلي، الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، إن التعليم العالي يشهد تحولا جذريا، لافتة إلى أن الطالبات يحصلن على المراتب الأولى في كل حفلات تخرج المعاهد والمدارس العليا، ما يدل على التحول التدريجي نحو مزيد من حضور النساء، متوجهة بالتحية، إلى نساء أخريات يصنعن ثروة غير محتسبة، وهن ربات البيوت اللواتي يصنعن ثروة حقيقية، داعية إلى التفكير في احتساب هذه الثروة التي تنتج عنصرا بشريا متوازنا من أجل مجتمع متوازن. ليلى الرحيوي، ممثلة هيئة الأممالمتحدة للمرأة، ترى أن يوم 8 مارس ليس للاحتفال، بل هو يوم للتذكير بأن النساء لا زلن يتوفين أثناء الولادة، وأن زواج القاصرات لازال مستمرا، وأن السيدات يشتغلن في البوادي بدون أجر، كما أن المرأة لازالت تتعرضن للتحرش في مقرات العمل، موضحة أن خطوة الوزارة اليوم تعد من أهم المبادرات للنهوض بأوضاع المرأة، ما سيمكن من تبادل المعلومات والحوار بين الجنسين والدفع بأهمية تطوير السياسات العمومية قصد تحسين وضعية المرأة بالوظيفة العمومية وتعزيز مكانتها وحماية حقوقها.