عاد أصحاب البذل البيضاء من جديد ليصرخوا في وجه وزير الصحة، الحسين الوردي، في أكبر شوارع العاصمة الرباط، فبعد الطلبة الأطباء والأطباء المقيمين والداخليين، نظمت "حركة الممرضين والممرضات من أجل المعادلة الإدارية والعلمية"، مسيرة احتجاجية وطنية، اليوم السبت، انطلاقا من مقر وزارة الصحة وصولا إلى البرلمان. مئات من الممرضين المجازين من الدولة والعاملين بمختلف المؤسسات الصحية والاستشفائية الوطنية، بمشاركة الأساتذة الدائمين بمعاهد تكوين الممرضين بالمملكة، رفعوا شعارات ولافتات تدعو الحسين الوردي إلى إعادة قراءة الدستور، وتطالب بمعادلة دبلوم الممرض بالشهادة الجامعية الملائمة في نظام التكوين الجامعي "LMD"، وإعادة ترتيب جميع الممرضين المزاولين ابتداء من السلم 10 ثم 11 مع إضافة درجة خارج السلم، أو ما يطلق عليه المعادلة الإدارية. عبد المالك أولاد الشيخ، عضو اللجنة المركزية لحركة الممرضين والممرضات من أجل المعادلة، قال، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن خروجهم اليوم يأتي تنديدا بالسياسة الاقصائية التي تمارسها الوزارة في حق الممرضين، ورفضا ل"احتقار الكيان التمريضي ككل"، لافتا إلى أن المحتجين يطالبون ب"الاعتراف الأكاديمي لدبلوم الدولة وإدراجهم في السلم 10". وأفاد الممرض بالمستشفى الإقليمي بالصويرة بأن المغرب، الآن، في عصر "العلوم التمريضية، بعيد عن مفهوم الفْرمْلي"، متسائلا عن المرسوم الذي بموجبه سمحت وزارة الصحة للمرضين باستكمال الدراسة والتكوين، وعن أسباب إخفائها له، محملا ما أسماه "لوبي الأطباء" كامل المسؤولية، موضحا أن قطاع الصحة بالمغرب يسيره الأطباء، بدء من الوزارة، "لذلك يرفضون الاعتراف بأهمية الممرض الذي يعمل دون كلل". وقال المكلف بالإعلام داخل الحركة: "نهدد بمقاطعة الأعمال الطبية التي نقوم بها داخل المستشفيات المغربية ضدا على القانون، على أن نقتصر على المهام التمريضية فقط"، مستغربا حرمان 22 ألف ممرض وطالب من الحق في الدراسة والتكوين. من جهته، قال منسق المجلس الإداري ل"فيدرالية جمعيات الأساتذة الدائمين بمعاهد التمريض بالمغرب"، والتي قررت مقاطعة الدروس النظرية والتطبيقية منذ 15 يناير المنصرم، "من غير الأخلاقي أن أشرف على تكوين وتخريج أفواج جديدة من الممرضين والممرضات دون أن يتم الاعتراف لي بشهادتي، فلا هي شهادة إجازة ولا ماستر"، موضحا أن عددا من "الاختلالات" دفعت أساتذة المعاهد الدائمين إلى مقاطعة التدريس والخروج للاحتجاج. وتابع الأستاذ المكون بمعهد تطوان للتمريض، بالقول: "من غير الأخلاقي أن أستمر في تكوين الطلبة دون أن أكون مؤهلا، وفقا لشهاداتي التي لا تتوفر على مطابقة"، زيادة على أن مجالس التدبير غير محددة، ما شوه المقررات وقلص ساعات التداريب، خاصة بالنسبة للمولدات"، مضيفا أنه "لا يعقل أن تخضع طالبة مولدة إلى 80 ساعة في السنة من أجل تكوينها جيدا، خاصة وأن المغرب لا زال يعاني من أرقام مرتفعة في وفيات الأمهات". بيان للحركة، تتوفر عليه هسبريس، دعا وزارة الصحة إلى الوفاء بالتزاماتها واتفاقاتها، خاصة تنفيذ محضر اتفاق 5 يوليوز 2011، الموقع مع الفرقاء الاجتماعيين، وبالتحديد النقطة المتعلقة بالمعادلة الإدارية والعلمية لدبلومات التمريض، منددا بتجاهل وعدم وفاء وزارة الصحة بوعودها والتفافها على مطالب المعادلة الإدارية والعلمية التي ترفعها حركة الممرضين.