استرعى تأخر هطول الأمطار في المغرب وأداء المغاربة لصلاة الاستسقاء، مرتين، اهتمام الشبكة الاقتصادية الأمريكية "بلومبرغ"، التي قالت، في دراسة لها عن أوضاع الفلاحة خلال العام الحالي، إن "المغرب يصلي لتجاوز نتائج كارثية بسبب تأخر الأمطار"، مؤكدة أن المغاربة من أكبر مستهلكي القمح في العالم، بحيث يتجاوز معدل استهلاك الفرد الواحد من هذه المادة الحيوية المعدل العالمي بثلاث مرات، وهو ما يجعل المملكة في حاجة دائمة لمحصول وفير من الحبوب. وقالت دراسة "بلومبرغ" إن المغرب ثاني منتج للحبوب في القارة الإفريقية، وأن موسم الشتاء الحالي يعد أكثر المواسم جفافا وشحا في الأمطار خلال العشرين سنة الماضية، متوقعة أن ترتفع واردات المغرب من الحبوب خلال العام الحالي لتوفير حاجيات السوق الداخلية. المركز الأمريكي أبرز أن اعتماد المغاربة على القمح بشكل كبير في عاداتهم الغذائية جعلهم من أكثر مستهلكيه على الصعيد العالمي، متجاوزين المعدل العالمي بثلاث مرات، ومتفوقين على ساكنة الولاية المتحدةالأمريكية، مضيفا أن المغرب يعمل جاهدا على تجاوز نتائج كارثية لتأخر الأمطار وقلتها. ورصد المركز النتائج الاقتصادية لقلة التساقطات المطرية، موردا أن نسبة النمو لن تتجاوز 1.2 في المائة خلال العام الجاري، عوض 4.8 المسجلة خلال العام الماضي، وبالتالي فنسبة مساهمة القطاع الفلاحي في الاقتصاد الوطني ستعرف تراجعا. وأكد مركز "بلومبرغ" أن الحصيلة الحالية كانت أسوأ من توقعات الحكومة المغربية، متوقعا أن ترتفع واردات المغرب من القمح بالضعف مقارنة مع العام الماضي. وإذا كان تأخر الأمطار قد أضر بالفلاحة المغربية، فإن أكبر مستفيد من هذا الوضع، بحسب "بلومبورغ"، هم مصدرو القمح الأوروبيون، وخصوصا الفرنسيون الذين تضرروا خلال السنوات الخمس الماضية من تراجع أسعار القمح إلى أدنى مستوياتها. ونقل المركز عن مصدري القمح الفرنسيين أنهم رصدوا إقبال المغرب على استيراده منذ بداية العام الحالي، وذلك بغرض تلبية حاجيات السوق وتحسبا للقادم من الأيام، مشيرا إلى أن الأمطار التي شهدها المغرب خلال الفترة الأخيرة يمكن أن يكون لها أثر عكسي، ف"الأمطار مرحب بها، ولكن عندما تأتي متأخرة يكون لها أثر معكوس على الفلاحة"، بحسب ما أكدته مونيكا طاطوفا، عضو منظمة التغذية والفلاحة التابعة للأمم المتحدة.