تقدم المهاجر المغربي عثمان العاطفي، المقيم بثغر مليلية المحتل، بدعوى قضائية يتهم فيها شرطية إسبانية ب"استغلال السلطة قصد إهانته داخل مكتب المهاجرين الأجانب بالمدينة"، قائلا إنه عوض أن تتم محاسبتها اعتقل هو لمدة 6 ساعات ل"إساءته إلى السلطة"، مؤكدا أنه "تلقى سلوكا سيئا من طرف الشرطية المعنية، التي تعاملت معه بكثير من اللامبالاة، بينما كان ينتظر دوره داخل المؤسسة ذاتها". وأضاف المهاجر المغربي المقيم بالمدينة السليبة منذ سنتين، في تصريح لصحيفة "إلفارو ديخيتال" الإسبانية، أن "ما أثار انتباهه في هذه المعاملة غير العادلة هو أن عناصر الشرطة قاموا باعتقاله وصفدوا يديه، ليتم اقتياده إلى زنزانة، حيث قضى مدة ست ساعات، دون السماح له بإخبار زوجته بما وقع، لاسيما أن ابنته، التي تتابع دراستها بإحدى المؤسسات التعليمية بالمدينة، كانت تنتظره كي يأتي لمرافقتها إلى مسكن الأسرة". الجريدة، وفي اتصال بمصدر من الشرطة، نقلت رواية أمنيّة ب"نفي تعرض المهاجر لأي معاملة مهينة"، وادعى أنه "هو من قام بشتم وتهديد الشرطية الإسبانية"؛ فيما علق العاطفي على البلاغ بالقول: "ما زلت أتذكر كل شيء .. كان موعدي مع الإدارة محددا في الساعة 12 و20 دقيقة، ورقمي في لائحة المنتظرين هو C103، إلا أن الشرطية عاملتني داخل مصلحة دون احترام وبازدراء، كما أنها طالبت أحد زملائها في المصلحة بمعاقبتي". المنبر الإسباني أورد أن الشاب المغربيّ، المقيم بمدينة مليليّة في وضعية قانونيّة، قد تعرض لأزمة صحيّة جراء هبوط في الضغط الدمويّ، ما استدعى تدخل طاقم طبي كي يقدّّم إليه ما يحتاج من إسعافات أوليّة، بينما فوجئ العاطفي، عقب ذلك، بحضور أربعة عناصر من الشرطة الوطنيّ ليخبروه أنه رهن الاعتقال بتهمة "الاعتداء على السلطات".. فيما "لم يتمّ عرضه على أي طبيب رغم مطالبته المستمرّة بذلك أثناء ساعات الحرمان من الحريّة، وضدا على تدهور حالته الصحيّة بفعل عدم حصوله على حقنة ENBREL التي يأخذها بوتيرة أسبوعيّة، والتي تصادف موعدها مع يوم اعتقاله" تقول "إلفارو ديخيتال". من جهة أخرى، قال الشاب المغربي، في تصريحاته ل"El Faro"، إنه "لم يتقبل تصرف الشرطية الإسبانية، فتوجه صوبها وأخبرها بأن من واجبها التعامل باحترام مع المواطنين، وفي هذا الوقت بالضبط وجهت له لكمات على مستوى الفم والخد، قبل أن يسارع أحد عناصر الشرطة المرابطين بالمكان إلى إبعاد المعتدية عنه، دون جدوى"، وأضاف: "كاميرات المراقبة المثبتة بعين المكان قادرة على إثبات كلّ ذلك". وتفاعلت الهيئة القضائية لمليلية مع الدعوتين القضائيتين اللتين تقدم بهما الطرفان، إذ استمعت المحكمة لادعاءاتهما، مبرّئة عثمان من اتهامات الشرطية الإسبانية ب"الإهانة"، وفق منطوق قضائي استعجاليّ بت في الموضوع، فيما رفع المواطن المغربي شكاية مضادّة يطالب من خلالها بردّ الاعتبار جراء ما لقيه من تعنيف وشطط في استخدام السلطة المخوّلة للمسؤولة الأمنيّة التي هاجمته دون امتلاك أي سبب للقيام بذلك.. وهو ما تنظر فيه العدالة، حاليا، وهي تنتظر أن توافيها الشرطة بتسجيلات كاميرات المراقبة المثبتة بمكتب الهجرة الذي شهد الاعتداء على العاطفي.