اهتمت الصحف المغاربية الصادرة، اليوم الأربعاء، على الخصوص بتطورات الوضع الأمني في تونس، بعد اعتقال خلية إرهابية تضم 16 عنصرا كانوا يعتزمون الالتحاق بأحد الجبال وسط البلاد وإقامة معسكر تدريبي هناك، والأزمة النفطية في الجزائر والحراك السياسي في موريتانيا. ففي تونس وتحت عنوان " بعد القبض على 16 متهما : 20 عنصر تكفيريا كونوا خلية جندوبة.. الاجتماعات في الشواطئ .."، كتبت صحيفة (الصباح ) أن المعطيات كشفت أن هذه المجموعة الإرهابية تنقلت من جندوبة ( وسط البلاد ) إلى العاصمة، وكانت عناصرها تلتقي بشواطئ " المرسى" و"حلق الوادي" وفي أزقتهما وشوارعهما، " جمعها فكرها المتشدد ورغبتها في تنفيذ عمليات إرهابية بمنشآت حيوية بولاية جندوبة، خاصة وأن البعض منها، والمتحصنة بالفرار، بحوزتها أسلحة ودخائر ". ومن جانبها، كتبت صحيفة (المغرب) أن "عمليات التمشيط لوحدات الجيش والحرس بجهة وادي مليز غار الدماء بولاية جندوبة، تواصلت أمس للبحث عن بقية عناصر المجموعة الإرهابية التي تم القبض على عدد من عناصرها في حين لاذ البعض الآخر بالفرار". ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية، أن أهداف الإرهابيين، وفق اعترافاتهم الأولية، كانت تتمثل في إنشاء معسكر للتدريب بجبل "ورغة". من جهة ثانية ، أشارت صحيفة (الشروق) نقلا عن مصدر مطلع إلى أنه تم الكشف عن اجتماع سري لقيادات وأمراء التنظيمات الإرهابية المتمركزة في الجبال، حيث جمعهم لقاء في جبل "المغيلة" حيث تقررت دعوة عناصرها للالتحاق بجبال ولايات" القصرين" و"سيدي بوزيد" و"الكاف" و"جندوبة" وإقامة معسكرات تدريب جديدة في المناطق الريفية والنائية بعد كشف أوكارهم من قبل وحدات الجيش والحرس التونسيين. من جهة ثانية، كتبت صحيفة (الضمير ) أن وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت، أول أمس، أن الغارة الأمريكية التي استهدفت الأسبوع الماضي معسكرا تدريبيا لتنظيم "داعش" في مدينة صبراطة الليبية حالت دون وقوع هجوم كان التنظيم يعد لتنفيذه على الأرجح، في تونس. وفي الجزائر تناولت الصحف المحلية الأزمة النفطية التي تتخبط فيها البلاد. وفي هذا السياق، وتحت عنوان "الجزائر تحيي الذكرى 45 لتأميم المحروقات تزامنا مع أسوء أزمة نفطية في تاريخها "، كتبت صحيفة ( المحور اليومي) أن الاحتفال بالذكرى ال45 لتأميم المحروقات، يتزامن هذه السنة " والأزمة الاقتصادية التي تهدد الجزائر، بسبب التراجع القياسي لأسعار النفط بالسوق العالمية، وكذا الأجواء المتوترة اجتماعيا، في وقت تسعى فيه الحكومة إلى خلق نشاطات اقتصادية بديلة، تضمن إعادة التوازن للاقتصاد الوطني الذي يعول كليا على باطن الصحراء وإهمال باقي القطاعات الاقتصادية الأخرى". وأضافت الصحيفة، أن هذه التحديات جعلت الحكومة تشرع بعد فرض إجراءات التقشف وترشيد للنفقات والمصاريف في مختلف القطاعات التابعة للدولة، في تنويع اقتصادها والنهوض بقطاعات هامة، بما في ذلك التحكم في السوق الموازية من أجل توفير مصادر تمويل ومكافحة التهرب الضريبي والانفتاح على القطاع الخاص، ليساهم في إنعاش اقتصاد البلاد وتجاوز الأزمة الحالية، على غرار برنامج العفو الضريبي ورفع أسعار بعض المواد وعلى رأسها البنزين. من جهتها، وتحت عنوان "الخبراء يدقون ناقوس الخطر: الجزائر ستتحول من دولة مصدرة الى مستوردة" كتبت صحيفة (الخبر) أن الجزائر قررت تسطير برنامج استعجالي لتطوير الطاقات المتجددة وجعلها " أولوية وطنية"، من أجل تأمين الاستقلال الطاقي للبلاد ، "وسط مخاوف كبيرة لدى الخبراء الذين يؤكدون أن الوضع بلغ مداه الأقصى من السوء ووصل السكين إلى العظم". وأشارت الصحيفة إلى أن هذا البرنامج تم تسليط الضوء عليه في المجلس الوزاري المصغر الذي ترأسه الرئيس بوتفليقة، أول أمس، " في ظل مؤشرات تتحدث عن نضوب العديد من الآبار ومخاوف بتحول الجزائر من بلد منتج الى بلد مستورد للغاز ". من جهتها وتحت عنوان " أوبك فقدت البوصلة ومبادرة تجميد الإنتاج لن تنعش الأسعار أبدا : الجزائر تتوقع إيرادات نفطية ب 18 مليار دولار فقط نهاية 2016 "، نقلت صحيفة ( الحياة) عن الخبير الاقتصادي والمختص في شؤون الطاقة ،عبد الرحمان مبتول، قوله إن منظمة (أوبك) فقدت " بوصلتها " من خلال اتخاذ قرارات " عشوائية " تدرك سلفا أن لا تأثير لها في السوق ما دام الأمر يتعلق بمستجدات و تأثيرات من خارج المنظمة مثل تراجع الطلب الصيني، أكبر مستهلك للنفط في العالم وارتفاع إنتاج الخام في كندا و السويد و الغاز الصخري في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وشدد على أن الجزائر" لا يجب أن تنساق وراء الخطط الفاشلة التي لا تجني منها شيئا"، مقدما "سيناريو متشائم" حول وضع السوق خلال النصف الثاني من العام الجاري. كما أوضح أن الأسعار" ستبقى في ظل المعطيات الراهنة تتأرجح في مستوى ما بين 29 و 35 دولار للبرميل، وأن من يتوقعون انتعاشها إلى ما فوق 50 دولار هم واهمون" . من جانبه، أوضح الخبير الاقتصادي حمد حشماوي أن الجزائر خسرت أكثر من 70 بالمائة من إيراداتها النفطية منذ 20 شهرا، وما تزال في ذيل ترتيب الدول المنتجة داخل " أوبك " بÜ 1.2 مليون برميل يوميا فقط ، الأمر الذي أثر على الموازنات المالية العامة للبلاد، بعد أن انحدر سعر البرميل تحت السقف المرجعي لقانون المالية 2016. وتوقع أن تنكمش إيرادات الجزائر النفطية إلى حوالي 18 مليار دولار فقط مع نهاية العام الجاري، بعد أن كانت في حدود 60 مليار دولار قبل عامين، ما سيعقد من حسابات الحكومة في ضبط ميزانية العام المقبل. من جهتها، تطرقت الصحف الموريتانية للحراك الذي تشهده الساحة السياسية لاسيما على مستوى المعارضة. وفي هذا الصدد، ركزت الصحف على إعلان قائد أركان الجيش الموريتاني الأسبق العقيد المتقاعد عبد الرحمن ولد ببكر، أمس الثلاثاء، انضمامه لتكتل القوى الديمقراطية المعارض. ونقلت عن ولد ببكر قوله، خلال مؤتمر صحفي، إن انضمامه جاء انطلاقا من "سجل النضالات" التي خاضها في صفوف المعارضة بمختلف مكوناتها، داعيا مختلف أطياف الشعب الموريتاني للالتفاف خلف حزب التكتل والعمل على إنجاح المهرجان الذي سينظمه مساء اليوم الأربعاء. وأشارت الصحف إلى أن المهرجان الذي سينظمه تكتل القوى الديمقراطية ،الذي يتزعمه أحمد ولد داداه، بعد ثلاثة أسابيع من التعبئة وحشد الأنصار، يعد الأول للحزب منذ فك ارتباطه مع المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة. ومن جهة أخرى، ذكرت بعض الصحف أن المنتدى يستعد لاختيار رئيس جديد له خلفا للرئيس الدورى المنتهية ولايته، أحمد سالم ولد بوحبينى، وسط خلافات قوية حول الرئيس الأنسب للمرحلة الحالية، بعد ترشح صالح ولد حننا، رئيس حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني (حاتم)، ويحى ولد أحمد الوقف، رئيس حزب العهد الديمقراطي (عادل )، وارتباك القوى الفاعلة فيه، بحكم العلاقة بين الرجلين وحساسية الظرف الذى تمر بها البلاد. وواصلت الصحف اهتمامها بتداعيات عملية الفرار الجماعي من سجن ( دار النعيم) بنواكشوط أكبر سجن في البلاد، وأشارت إلى ارتفاع عدد السجناء الفارين الذي تمكنت السلطات الأمنية من اعتقالهم إلى 27 من أصل 43 من بينهم سجين محكوم عليه بالإعدام سلم نفسه طواعية لحراس السجن. على صعيد آخر، تطرقت الصحف لزيارة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز للعاصمة البوروندية بوجمبورا ،اليوم الأربعاء، في إطار وساطة إفريقية سعيا لتكثيف الضغوط الدبلوماسية على أطراف الصراع في هذا البلد للمساعدة في عودتها إلى وضع سياسي مستقر. كما تطرقت لعملية استقبال عروض المشاريع المقدمة للتمويل في إطار البرنامج التنفيذي للتعاون الإقليمي المدعوم من طرف الصندوق الأوروبي للتنمية الجهوية وطلب موريتانيا استضافة القمة العربية في يوليوز المقبل.