شكل باعة الوجبات السريعة والمقاهي، أكبر "المستفيدين" من الإضراب العام الذي نفذته المركزيات النقابية الأربع، اليوم الأربعاء، بعد ارتفاع ملحوظ لعدد زبنائهم في وسط مدينة الدارالبيضاء، وفي المناطق الشعبية المحاذية لفروع النقابات العمالية في درب السلطان ودرب عمر. وقال مسؤولون نقابيون من الاتحاد المغربي للشغل والكنفدرالية الديمقراطية للشغل إن نسبة نجاح الإضراب في أكبر مدينة عمالية بالمغرب قاربت 100 في المائة في القطاع العام، و50 في المائة في القطاع الخاص، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر من السلطات المحلية بجهة الدارالبيضاءسطات أن "هذه النسبة مبالغ فيها." واضطر العديد من أصحاب السيارات إلى ركن عرباتهم وسياراتهم جانبا وسط المدينة، والتوجه إلى أقرب مقهى في انتظار فتح شارع الجيش الملكي الذي كان مغلقا من طرف أصحاب سيارات الأجرة المنضوين تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل. وقال عبد الحفيظ الهاني، عضو اللجنة الإدارية لنقابة UMT، إن أصحاب السيارات توقفوا لمدة ثلاث ساعات ابتداء من الثامنة صباحا إلى غاية الساعة الحادية عشر قبل الزوال، في إطار تعبيرهم عن مشاركتهم في الإضراب العام الذي دعت إليه المركزيات النقابية الأربع الأكثر تمثيلية في القطاعين العام والخاص بالمغرب. وأورد المسؤول النقابي، ضمن تصريح لهسبريس، أن توقف أصحاب سيارات الأجرة وسط شارع الجيش الملكي هم فقط المنطقة التي يوجد بها المقر الرئيسي لنقابة الاتحاد المغربي للشغل"، معتبرا أن "هذا الأمر عاد، ولا يخرج عن إطار ممارسة طبيعية لحق الإضراب". وفي معرض رده عن سؤال حول رأيه في إغلاق الشارع أمام حركة السير، أجاب عبد الحفيظ الهاني "أولا، توقف حركة السير طال أربع ممرات للسيارات فقط، ثم إنه من عادة المغاربة إغلاق الأزقة والشوارع، عندما تكون هناك حالة وفاة، فما بالكم بالإضراب العام". وأضاف الهاني بأن "نسبه نجاح الإضراب في القطاع العام كانت كبيرة"، مبرزا أن "نسبة الإضراب في قطاع النقل الحضري بلغت 100 في المائة بالنسبة لكل من حافلات "مدينة بيس" وترامواي الدارالبيضاء، إلى جانب شركة دانون، والعديد من الشركات الأخرى". واعترف المسؤول النقابي أن مجموعة من الشركات الخاصة لم يستجب عمالها لدعوة المركزيات النقابية للإضراب العام، وأردف "هناك العديد من الشركات التي لم تشارك في الإضراب، لكون عمالها لا ينتمون لأي مؤسسة نقابية، أو لكونهم يخشون من انتقام الباطرونا، أو خوفا على مصيرهم".