نشر شابان روسيان تسجيلا صوتيا لمكالمة هاتفية منسوبة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يتحدث فيها عن عدد من القضايا التي تهم المنطقة، بالإضافة إلى علاقته بروسيا، التي توترت بعد إسقاط طائرة تابعة لسلاح الجو الروسي على الحدود التركية الروسية. الغريب في هذه المكالمة المنسوبة إلى أردوغان أن الشابين الروسيين يتحدثان على أن واحدا منهما رئيس أوكرانيا، بيترو بوروشينطو، والثاني يترجم من اللغة التركية إلى اللغة الروسية، إذ إن أردوغان لا يتقن اللغة الروسية، كما أنه تعود الحديث بلغته خلال جميع المؤتمرات، وحتى المباحثات التي يجريها مع نظرائه من الرؤساء الأجانب. وخلال المكالمة المذكورة التي تمتد 13 دقيقة، عبر أردوغان، حسب رواية الشابين الروسيين، عن رغبته في التعاون مع الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، وإجراء حوار موسع إلى جانب الدول التي تعاني من العقوبات الروسية، والحصار في شبه جزيرة القرم، في حين عبر عن وقوف بلاده إلى جانب أوكرانيا. ويدعى الشابان الروسيان صاحبا التسجيل، فلاديمير كرازنوف وألكسي ستوليروف، وهما معروفان بالاسمين المستعارين فوفان ولوكيس، اللذين يستعملانهما في الإنترنت، كما أن لهما تاريخا طويلا مع تمويه عدد من المسؤولين الأجانب، وإجراء مكالمات رفيعة المستوى، ونشر التسجيلات، وهذا ما أعطاهما شهرة كبيرة في روسيا. ونفى أردوغان خلال المكالمة المزعومة، لنظيره الأوكراني، أن يكون قدم أي اعتذار للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد إسقاط الطائرة الروسية على الحدود مع تركيا في نونبر من العام الماضي. وفي الوقت الذي استأثرت هذه المكالمة باهتمام كبير من قبل وسائل الإعلام التركية خلال اليومين الماضيين، لم يخرج أي بلاغ من الرئاسة التركية ينفي وقوع أردوغان في خدعة الشابين الروسيين؛ فيما نشرت مواقع تركية تصريحات منسوبة إلى مصدر قريب من الرئاسة، يؤكد عدم إجراء أردوغان أي مكالمة من هذا القبيل، مشددا على أن مكالمات الرئيس تحيط بها عدد من الإجراءات المشددة، إذ لا يتحدث في الهاتف إلا بعد التأكد من هوية المتصل. في مقابل ذلك، خرج الشابان عبر تصريح للإذاعة الروسية "Govorit"، يؤكدان أن هذه المكالمة تمت بالفعل، وأن الصوت الوارد في التسجيل هو للرئيس التركي، كما شددا على أن هذه ليست المرة الأولى التي يقومان فيها بخداع مسؤولين أجانب، كرئيس الوزراء السابق لجورجيا، ووزير الدفاع الأوكراني.