في هذا اليوم نتبادل جميعا أمهات وآباء وأبناء وعاشقين، فقراء حفاة عراة يكتسون برد الشتاء وحر الصيف، أغنياء يلتحفون ريش النعام، حكام وملوك غرقوا في الترف حتى ملو منه، شعوب محكومين اشتاقوا للحرية حتى كادو ان ينسوها، كلهم يتبادلون كلمة واحدة وهي إن كانت صادقة فهي أعظم كلمة إنها "أحبك".مع كل الحب ، لكل الأمهات شقراوات كن أم سمراوات، فهن أعظم من يستحق أن تقال لها هذه الكلمة، أمهات الشهداء الأبطال والأسرى الثوار، الأمهات الثكالي والأرامل ، أمهات الفقراء المسحوقين، المتعطشون إلي رغيف الخبز وهذا كل أحلامهم وكل ما يتمنوه .مع كل الحب. اقسم أننا العرب خير من يقدر الحب، ولكن أينه يا ترى ؟ هل سلبته منا أنظمتنا الحاكمة الظالمة، أم نحن تلذذنا بحب أنفسنا، ففلسطين محتلة ، والعراق مدمرة، وبترولنا مسلوب، والفقر على شعوبنا مسكوب، دولنا المتجاورة ألذ أعداؤنا، وأعداؤنا الحقيقيون يسكنون أحضاننا، شبابنا العربي بائس، ومن مستقبله يائس، ديمقراطياتنا ورقية، فكلنا عبيد تحت مسمى جمهورية، في يوم الحب، غزة ركام، وحكامنا يغرقون في الأحلام، وحينما يستيقظون وقبل أن يغسلوا وجوههم يقبلون يد العم سام.في يوم الحب، أنظمتنا علينا متآمرة ، وحكوماتنا بعذاباتنا متاجرة ، وكل ما يربطنا بهم قد مات ، ويوم الحب عندهم هو يوم الانتخابات، وبطاقة معايدتهم لنا معروفة وقد حفظناها كما حفظنا من القران آيات، فهي سنحميكم من الفيضانات، ونعمر لكم النوادي والساحات، ولكل شاب زوجة ومزيدا من الزوجات، وسنزيل همومكم ونرزقكم من السماوات ، وبعد فرز الأصوات ، نستيقظ على مزيد من الآهات. في يوم الحب لنرجع إلي ضمائرنا حكاما ومحكومين، ولا سيما أننا جميعا خلقنا من طين، ونتساوى كلنا حينما نكون لله ساجدين.في هذا اليوم، لم لا نخلي السجون ؟ لم لا نقبل الآخر؟ لما لا نعيد للرأي حريته؟ وللمواطن العربي المسكين كرامته؟ لما لا نعلن المساواة بين الجميع ؟ لم لا نأوي المشردين؟لم لا نمسح دموع الباكين؟ لما لا نوفر الخبز للفقراء المقهورين ؟ لما لا نلعن البغض والكره ؟ لما لا نعلن للحب راية ؟ لما لا يكون الحب هو الوسيلة والغاية؟ في يوم الحب شوارع عواصمنا العربية مظلمة برايات سود يحملؤها ذئاب أمسخ من اليهود تحت شعار الإسلام، رسالة يحملها ذئاب ويدقون بها كل باب مغزاها تشويه صورة الإسلام كونه دين محبة وسلام، في يوم الحب تغرق شوارعنا بدمائنا التي أريقت برصاص إخواننا ففي يوم الحب نعيش خريفا عربيا أسودا مزقتنا الإنقسامات الداخلية فلم نعد نتفق على أي شيء ولازلنا نتحدث عن الحب. عجبي. أجمل ما في الوجود، وأثمن من كل الوعود، لها معنى بلا حدود، وأقوي من كل السدود، إنه الحب، فليكن هذا اليوم يوم صدق ومراجعة للنفس والضمير لكل البشر وللناس أجمعين. أيها العاشقون لأرواح بعظكم، أيها الساكنون المالكون لقلوب بعضكم، الهائمون في العيون، مزيدا من الحب الصادق، فالحب جنون ، وأجمل ما في الجنون أنه يخرجكم من عالم الكذب والرياء إلي عالم صدق المشاعر والوفاء، أنا أولكم أنا أول المجانين ، أحب فتاة مثيرة، اسمها زينب زوجتي وأم أولادي، وساكنة في كل لحظاتي وتتحرك مع أنفاسي، تصدقني وأصدقها ولا أصدق ولا أصادق سواها ،فأنا أحبها وأهواها.... وفي الأخير تحياتي وكل عام وانتم بخير ومع كل الحب، في يوم الحب.. -كاتب فلسطيني