اكتشاف علمي ضخم يمكن اعتباره أحد أكبر ما توصلت إليه المعرفة، ذلك الذي تم الإعلان عنه اليوم رسميا، حيث لأنه لأول مرة يتم رصد موجات الجاذبية قادمة من الفضاء، ولها طبيعة غريبة، اكتشف خبراء وجودها على الأرض، لتؤكد بذلك نظرية ألبرت إنشتاين قبل زهاء قرن من الزمان. ومر قرن كامل من الانتظار والدراسات والبحوث، قبل أن يرصد علماء الفيزياء رسميا موجات الجاذبية، من خلال انصهار ثقبين أسودين كبيري الحجم، وهو اكتشاف علمي كبير يساهم في تفسير الثقوب السوداء، وهي الموجات التي تشكل إحدى العناصر التي توصل إليها إنشتاين، في نظريته حول النسبية العامة، خلال القرن الماضي. وتنجم موجات الجاذبية، وهي موجات عرضية في الأصل، عن تسارع الأجسام الفيزيائية، وانتقالها في الزمان والمكان. وكان عالم الفيزياء، لورانس كروس، قد أعلن عن قرب نجاح العلم في رصد الموجات الجاذبة، وفق موقع "غيزمودو". وتأكد الاكتشاف في مرصد أمواج الجاذبية بالولايات المتحدة، بعدما بعث الباحث في الفيزياء النظرية بجامعة ماك ماستر في هاملتون بكندا، رسالة إلى مسؤوليه يخبرهم فيها أن طاقم المعهد الأميركي رصد إشارة تدل بقوة على وجود ثقبين أسودين كبيرين في الفضاء. وموجات الجاذبية هي مجموعة من الموجات فيما يسمى النسيج الزمكاني الذي يعد أكثر صلابة من الحديد الصلب بمليارات المرات. وهذا يعني أن خلق موجات جاذبية يحتاج قوة هائلة أكبر لا يمكن أن تنتج إلا من ظواهر فيزيائية خاصة، مثل ولادة ثقب أسود أو اندماج ثقوب سوداء، أحدها بالآخر، أو اصطدام بين نجوم هائلة الكثافة. وكان إينشتاين في نظريته عن النسبية، توقع وجود الثقوب السوداء وحددت خواص الضوء وتصرفاته، وغيّرت مفاهيم الفيزياء الأساسية المتعلقة بالكتلة والطاقة والمكان والزمان، وساهمت في تفسير العديد من الظواهر الكونية والفضائية، مثل الثقوب السوداء وموجات الجاذبية.