صدر حديثا للكاتب محمد لغويبي، ابن مدينة وزان، مؤلّف اختار له عنوان "ممشى الياسمين"، يعتبر خامس إصدارات الكاتب والقاص المغربي بعد "نبوءة" سنة 2007، و"سيف من خشب" سنة 2009، و"شيء من حتى" في عام 2014، و"كرونولوجيا سياسية من حكومة العهد إلى حكومة الوعد 2015". في مطبخ التناوب، كانت الكتلة الديمقراطية تسير إلى سن اليأس، وعند المحطة الأولى صارعت من أجل سلطة الاسم وماء الوجه...وهي في مطبخها بالمحيط كانت تعد الطعام على نار هادئة، تعتقد ألا أشهى من طعام يهيأ على هكذا نار ولو تطلب الأمر مدة أطول. وفي مطبخها تعد القهوة لصديقتها على مهل، كانت تجرب إحساسا جديدا، مغايرا، وقد انتصبت في داخلها امرأة دخلت متاهة، بلا ضمانات، تتورط في أهون البيوت وأشدها فتكا وفراسة وافتراسا. يقول لغويبي في نص على غلاف الرواية ذاتها. ويقدم صاحب "ممشى الياسمين" روايته، المكونة من 30 فصلا، والممتدة على 130 صفحة، مشددا على ضرورة القراءة باعتبارها كنزا، جزرا ومرافئ، برا وبحرا، وجنة في الأرض كما في السماء. ويزيد الغويبي أن القراءة تحتاج إلى فن القراءة لعودة الروح إلى الكتاب، واستعارة الشعر والصور والحكي حتى تصبح شخصيات الورق آدمية وشخصيات الواقع ورقية. ويرى الكاتب أن "ممشى الياسمين" تطبيق لقناعة خاصة جدا، معتبرة إياها "رواية مغربية بالمعنى الحصري، وعربية الهوى من حيث الانتماء والانحياز؛ ويزيد أن "الشعر دهشتنا. ومن لا شعر له لا حكي له". وتحكي الرواية الواقع المجتمعي المغربي في بعده الاجتماعي والسياسي والنفسي، وترصد بعض التحولات المجتمعية في العشرينية الأخيرة من حيث التأطير التاريخي والبناء لمرحلة التناوب السياسي التي أسالت الكثير من المداد ولا تزال..وذلك في ظل واقع شبابي باحث عن موطئ قدم في عالم يعج بالمتغيرات والمفاجآت المحلية والجهوية، وكذا الدولية. وتطرقت الرواية إلى العدوان الثلاثيني على العراق لحظة الاجتياح، وكذا انشقاق منظمة العمل لحظة دستور 96، الذي كان ضمن سياق التناوب. ويعتبر الكاتب "ممشى الياسمين" رواية الحب والسياسة وكذا الفكر والواقع وأفق الانتظار المختلف الذي يأبى أن يكتمل؛ هي أيضا رواية المركز والهامش، كما هي رواية البناء الملتبس واللغة المتدفقة كشلالات ثائرة. ويتابع لغويبي، في تصريح كتابي مكتوب بخط اليد، حرصا منه على ضرورة إعادة أمجاد الورقي وإعطائه المكانة التي كان يحتلها بالأمس القريب، بأن ل"ممشى الياسمين" رهاناتها الفكرية والنفسية والمجتمعية في سياق عالم الصورة الذي يزحف على الورق والقراء، وهي "محاولة للإقبال على الإبداع المكتوب شعرا وقصة ورواية، إنتاجا وتلقيا".