فيما يستمر التضامن مع الشاب عبد الرحمان المكراوي، الذي اعتقل وتوبع إثر نشره لشريط فيديو يفضح سوء أشغال تهيئة طريق بجماعة "جمعة اسحيم"، وما أثاره من ردود فعل غاضبة، اختار وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك، عزيز رباح، صفحته على موقع "فيسبوك" ليرمي بكرة المسؤولية في ملعب وزير الداخلية، محمد حصاد، معتبرا أن ما وقع "لا علاقة له بالوزارة". وتحاشى رباح أن يصف ما أثاره الشاب في الفيديو، وانتشر كالنار في الهشيم في مواقع التواصل الاجتماعي، ب"الفضيحة"، مكتفيا بقوله إن الطريق "أنجزت بمواصفات غير جيدة"، معتبرا أن "التحقيق الذي يطالب به البعض وزارة التجهيز (...) ليس من اختصاصها، بل من اختصاص وزارة الداخلية والمجلس الجهوي للحسابات". وتابع الوزير قائلا إن "الطريق موضوع الشريط ليست مصنفة وغير تابعة لوزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك"، بل "تابعة للجماعة، والوزارة لم تنجزها ولم تشارك في انجازها"، على حد قوله، فيما كشف أن الشريط أثار "تهجما" عليه وعلى وزارته من طرف من أسماهم "بعض الأشخاص (...)، وخصوصا عندما انتشر خبر اعتقال الشاب". "هل تعلم أن في المغرب عندما يتم اكتشاف خلل بالبنية التحتية لا يتم إصلاح الخلل بل يتم اعتقال من اكتشفه"، عبارة من بين عبارات انتقدت تدوينة الوزير الإسلامي على صفحته الخاصة، فيما أضاف أنور: "إيلا ما كانوش الطرقان ديال المغرب تابعين للوزارة ديال التجهيز وماكتدخلش فالفساد اللي مكتسح الطرقات المغربية.. علاش دايرين أصلا هاد الوزارة وكانضيعو عليها ديك جوج فرنك". إبراهيم ش. خاطب الوزير قائلا: "أنت سيدي الوزير مطلوب منك أن تضغط بكل ثقلك للتحقيق ومعاقبة المخالفين، خصوصا وأنك سياسي بارع وكونك غيور على الوطن وعلى المال العام"، فيما اختار حسام س. العودة إلى فاجعتي تيشكا وطانطان الطرقتين لينتقد الوزير: "بحال اللي كان التحقيق في فاجعة طانطان ماشي من اختصاص وزارتكم، وبحال اللي كان حادث تيزي تيشكا ماشي من اختصاص وزارتكم !!!!!! متى ستتحملون مسؤوليتكم أمام الله والوطن". وتساءل عزيز ب. قائلا: "لا أفهم كيف لوزير يترأس حزبه الحكومة يقول إن المشكل ليس من مسؤوليته، أو ليس بشعارات محاربة الفساد وصلوا إلى الوزارات، أو الواقع شيء والحقيقة شيء، أو السادة الوزراء يخافون التماسيح والعفاريت"، ليردف آخر: "كيف يعقل أن يتهرب وزير من المسؤولية بهذه الطريقة، على الأقل من باب المسؤولية المشتركة للحكومة على الشأن العام"، بينما اعتبر معلّق آخر أن رد الوزير ربّاح "هروب إلى الأمام". في سياق ذلك، انطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي حملات تضامن واسعة مع الشاب عبد الرحمان المكراوي، الذي ظهر قبل أيام على شريط فيديو جالسا وهو يفضح سوء أشغال تهيئة طريق بجماعة "جمعة اسحيم"، حيث طالب "هاشتاغ" "أنا عبد الرحمان" و"كلنا عبد الرحمان" بإطلاق سراحه ومتابعة المسؤولين عن وضعية الطرق بالمغرب. بنسعيد: مسؤولية سياسية المهدي بنسعيد، البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، انتقد "تهرب" الوزير رباح مما وصفها "المسؤولية السياسية"، مضيفا أن الحكومة "مطالبة بأن تتحمل مسؤوليتها، بما فيها وزارتي الداخلية والتجهيز والنقل واللوجيستيك"، فيما أشار إلى ضرورة "التنسيق بين القطاعات على مستوى الأقاليم والجهات في دفاتر تحملات مشاريع البنيات التحتية". واستغرب بنسعيد، في تصريح أدلى به لهسبريس: "ربما لم يكن في علم الوزير الطريقة التي بنيت بها تلك الطريق أو مدى تنفيذ أشغالها بالشكل الواجب وهذا شأن آخر"، مشددا على أن مسؤولية الوزير السياسية تحتم عليه مراقبة الأشغال على مستوى المندوبيات، وبالتنسيق مع وزارة الداخلية. "نحن نعلم أن وزير التجهيز لا علم له بكل الطرق المغربية، لكن دوره كوزير في حكومة أن يسهر على تشييد مشاريع بنيات تحترم المواطن"، يضيف البرلماني، الذي قال إن الأمر يأتي عبر "دفاتر تحملات واضحة وتنسيق فعال بين مختلف القطاعات"، فيما أورد أن تدخل الحكومة في مثل هذه الحالات يستهدف "تغيير وتجويد المواد التي يتم بها تصميم وتهيئة الطرقات في المغرب".