نظمت جمعية "أَمْنُوسْ" للثقافة والتنمية والبيئة ندوة مقاربة ل "الأمازيغية في ظل التحولات الراهنة"، وكان ذلك بعد زوال السبت بقاعة العروض لغرفة التجارة والصناعة والخدمات بالناظور، أطرها كل من مصطفى بنعمرو وسليمان بلغربي وسمير المرابط.
وقال بنعمرو ضمن عرضه إن المقاربة الرسمية المغربية للأمازيغية تحاول أن تجعل منها قضية ثقافية تساوي بين إشكالياتها ونظيرتها للرواية والشعر، وزاد: "إن أصحاب هذه المقاربة يرومون الالتفاف حول المسببات السياسية لهذا الإشكال، وبالتالي التنصل من توفير حلول سياسية تقطع مع مسار الأمازيغية المهمّشة".
كما أورد بنعمرو بأن "الاعتماد على الاتهامات بالتفرقة والدنس، عبر التذكير بالظهير البربري ومكانة العربية في الإسلام، تعد من بين صعوبات تطور الأمازيغية.. ما يستوجب محو هذه الإعاقات للدفع بالأمازيغية حتى تفلح في التحديات الحقيقية التي تعترضها على مستوى الكتابة والوظيفية وكذا مواكبة العولمة".
أما سليمان بلغربي فقد أورد بأن حركة الحكم الذاتي بالريف تحشد قواها من أجل تأسيس حزب سياسي، معززا كشفه عن هذا المعطى بقوله: "نحن في مرحلة مصيرية.. فإمّا أن نؤسس حزبا قبل شهر شتنبر أو نعلن عن نهايتنا".
وزاد بلغربي: "ينبغي على الدولة أن تحسم موقفها وترخص للعمل السياسي ما دامت تخاف من الممارسة السياسية المتخفّية.. وأنّ كبار النظام ينبغي أن يتوقفوا عن معاملة الريفيين وكأنهم مستهلكون كلهم لنبتة الكيف"، قبل أو يورد: "لقد أصبحنا في بلد تغيب عنه المؤسسات باضطرار المواطنين لقصد الملك في أي إشكال مهما بلغت تفاهته".
مداخلة سمير المرابط كانت الأقوى ضمن الموعد المنظم من قبل جمعية "أَمْنُوسْ".. ومن بين ما أورد ضمنها كون "الدولة تحاول تصنيف الحركة الأمازيغية كفئة تستقبل هدايا النظام من حين لآخر"، معتبرا بأن الخطاب الملكي ل9 مارس "قد جاء في صيغة لغز لأنه لم يقرّ صراحة إلاّ باختلال النظام كاملا".
وانتقد المرابط أيضا النسيج الحزبي المغربي برمّته، معتبرا بأن كافة أحزاب المشروعية التاريخية، وكذا الإسلاميين واليساريين، يحاولون تقديم أنفسهم وكأنهم ممثلون للشعب وناطقون بلسان حاله رغما عن ضعف تأطيرهم للمجتمع.. معقبا: "الأحزاب تحاول تقديم خطاب 9 مارس وكأنه استجابة لمطالبها.. وهو ما يدفع صوب التحذير من التعامل البسيط مع ما يستلزمه الشارع اليوم".