في الوقت الذي أكدت فيه تنظيمات مدنية ونشطاء أمازيغيون أن جريمة قتل الطالب عمر خالق المعروف ب"إِزْم" على يد طلبة ملثمين ينتمون لفصيل "الطلبة الصحراويون"، "اغتيال سياسي ممنهج"، فإن الطلبة الانفصاليين اعتبروا، عبر تدوينات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، الخطوة "عنفا ثوريا"، وفق مسمياتهم. صفحة تابعة للطلبة المتورطين في الجريمة نشرت تدوينة تقول: "نموت ويحيا الوطن، هكذا عوَّدَنا أبطال الانتفاضة الباسلة اليوم بموقع الحمراء، تنفيذا لبند العنف الثوري"، وتابعت: "تم الحسم بنجاح مع من يسمون أنفسهم بالحركة الثقافية الأمازيغية، حيث شهد الموقع مواجهة دامية راح ضحيتها 4 أشخاص وحالة وفاة واحدة"، وفق تعبير التدوينة. الآراء المنشورة على الصفحة "الفيسبوكية"، والتي اعتبرها نشطاء أمازيغ "إشادة وانتشاء" بمقتل الشاب ذي 25 سنة، لا تخفي دعمها لجبهة البوليساريو الانفصالية، بل تعلن صراحة مناوءتها للنظام المغربي ومؤسساته، وتدعو إلى استمرار "العنف الثوري" ضد كل المعارضين، كما أن تدوينات سابقة جاءت متوعدة للمنتمين لفصيل "الحركة الثقافية الأمازيغية". من جهتها قالت "حركة تاوادا ن ايمازيغن" إن مقتل "إزم" اغتيال سياسي على يد "الغدر الانفصالي"، الذي لا يتقن "لغة سوى لغة العنف المادي الذي يمارسه على الطلبة داخل الجامعة المغربية"، وحملّت الدولة والحكومة مسؤولية اغتيال عمر خالق وما ستؤول إليه الأوضاع في الجامعة بعد هذه الجريمة. المجلس الوطني الفيدرالي للحركة استنكر، عبر بيان له، "الامتيازات التي تمنح للطلبة الصحراويين داخل الجامعة، وكأنهم مواطنون من الدرجة الأولى؛ من المنح والوظيفة العمومية عند التخرج وامتيازات التنقل في وسائل النقل العمومية وغيرها"، مؤكدا أن اغتيال الطالب جريمة سياسية في حق إيمازيغن وفي حق الصوت الحر من داخل الجامعة المغربية. بدوره اعتبر الدكتور عبد الله الحلوي، أستاذ بكلية الآداب بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن ما تعرض له الطالب "اغتيال سياسي"، موضحا أن مقتل خالق ليس نتيجة ل"مواجهات بين الطلبة" بل "اغتيال سياسي إرهابي أنجزته جماعة تابعة للبوليساريو"، مؤكدا أن "ملثمين انفصاليين ترصدوا وتربصوا بطلبة آخرين إلى أن ينتهوا من امتحاناتهم، ليهجموا عليهم هجوما عنيفا، وقتلوا واحدا منهم بدم بارد"، وفق تعبيره. الأستاذ الجامعي أفاد بأن "مقتل عمر اغتيال سياسي محفزه الأساسي إصرار جماعة البوليساريو على السيطرة على كليات مدينة مراكش والهيمنة عليها بشكل كامل"، موضحا أن "نية الجماعة الانفصالية والمتعاطفين معها أن تجعل قائدا من قادات الحركة الثقافية الأمازيغية يدفع ثمن إصرار فصيله على التواجد بكليات مراكش".