لازالت عائلة الشاب إلياس مزياني، البالغ قيد حياته 19 سنة، والمنحدر من مدينة أزغنغان، التابعة ترابيا لعمالة إقليمالناظور، تنتظر التوصل بجثمانه لدفنه، بعد وفاته بمقدونيا في بداية دجنبر الماضي، نتيجة صعقة كهربائية أردته جثة هامدة على الفور. والد إلياس مزياني أكد، في تصريح لهسبريس، أن تنقله من الناظور إلى الرباط لعدة مرات لم يسفر عن أي نتيجة. "قالوا لي انتظر أسبوعا، فانتظرت أسابيع دون نتيجة..أريد أن أدفن ابني وارتاح"، يقول والد إلياس، مضيفا: "سأسافر مرة أخرى إلى الرباط للبحث عن جديد..لقد توفي ابني في الثاني من دجنبر الماضي، والآن سيكمل شهرين وهو في مستودع الأموات بمقدونيا". وعن تفاصيل وفاة إلياس، كما أخبر بها الوالد من طرف أبناء الحي الذي عادوا أدراجهم إلى المغرب بعد رحلة هجرة فاشلة إلى ألمانيا عبر اليونان ومقدونيا وصربيا والنمسا، فقد "مر بجانب سلك كهربائي ذي توتر عال دون أن ينتبه له، فصعقه وأرداه قتيلا على الفور". والد مزياني ليس الوحيد الذي يطالب بجثمان إلياس، فأصدقاؤه ومتعاطفون معه أسسوا مجموعة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، يطالبون من خلالها مؤسسات الدولة، وخصوصا وزارة الخارجية والتعاون، ووزارة الجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة، بالعمل على نقل جثمانه إلى المغرب ليوارى الثرى، متهمين إياها ب"التماطل والتقاعس". مسؤول حكومي، رفض كشف هويته، قال في تصريح لهسبريس إن الأمر ليس بالسهولة التي يتوقعها البعض، موردا أن الأمر يحتاج إلى مساطر إدارية معقدة، وأضاف: "كنا ننتظر التوصل ببصمات الجثة لمقارنتها بما هو موجود عندنا، للتأكد بأن الهالك هو إلياس مزياني، وليس شخصا آخر". وأخبر المسؤول ذاته بأن المؤسسات المعنية بالملف توصلت ببصمات الجثة يوم الأربعاء، وسيتم التأكد من مطابقتها لبصمات الهالك، مشددا على أن "الجثة ستنقل فورا بعد انتهاء الإجراءات"، ومؤكدا أن "وزارة الجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة ستتكلف بجميع مصاريف نقله إلى غاية منزل أسرته بأزغنغان". وكان الشاب إلياس مزياني، المزداد في 28 شتنبر سنة 1996، حاول الوصول إلى ألمانيا عبر تركيا واليونان ومقدونيا وصربيا والنمسا، غير أن قدره لم يمهله طويلا، إذ قضى متأثرا بصعقة كهربائية، ليتم نقل جثمانه إلى مستودع الأموات، في انتظار انتهاء الإجراءات، في حين عاد أصدقاؤه إلى أرض الوطن، حاملين خبر رحيله، دون تحقيق حلم راودهم جميعا.