"خبر مأساوي"؛ بهذه العبارة صدّرتْ منظمة العفو الدوليّة بلاغا صحفيّا، عن وفاة المصورة الفوتوغرافية الفرنسية ذات الأصول المغربية، ليلة العلوي، وزميلها محمد ويدراغو، اللذين عصفَ بهما الإرهاب يوم الجمعة 15 يناير الجاري، بالعصامة البوركينابية واغادوغو. ليلى العلوي لمْ تكنْ تدري ما تخبّئه لها الأقدار حينَ حملتْ آلة تصويرها، التي تستعملها ببراعة، وتوجّهت إلى دولة بوركينافاسو، في مُهمّة أوْفدتها إليها منظمة العفو الدولية "أمنيتسي"، للقيام بمهمة تصوير فوتوغرافي في إطار حقوق المرأة، حيثُ تعرّض الفندق الذي أقامتْ به لهجوم من مسلّحين تابعين لتنظيم "القاعدة". وحسبَ ما أفادتْ به منظمة العفو الدولية، في بلاغ توصلت به هسبريس، فإنّ ليلى كانتْ مصوّرة فوتوغرافية موهوبة، وتعرّضت لإطلاق الرصاص مرتين، على مستوى الساق والصدر، يوم الجمعة الماضي، وجرى نقلها بسرعة إلى المستشفى، وكانت في حالة مستقرة في البداية بعد العملية، التي خضعت لها. وبينما كانَ يجري الاستعداد لنقلها لاستكمال العلاج في فرنسا، حيثُ تقيم، أصيبت بنوبة قلبية فارقتْ على إثرها الحياة، وقالتْ منظمة العفو الدولية إنّها لم تعتبر واغادوغو "وجهة عالية المخاطر"، حينَ أوفدتْ ليلى إلى هناك للقيام بمهمة تصوير فوتوغرافي في إطار حقوق المرأة. أمّا زميلها محمدي ويدراغو، وهُو مواطن من بوركينافاسو، والذي رافقَ ليلى في مهمتها، فقد قُتلَ داخلَ السيارة، مخلّفا أربعة أطفال، ووصفته "أمنيتستي بأنه "كان صديقا عظيما لمنظمة العفو الدولية بمرافقته للموظفين والاستشاريين في مهام ببوركينا فاسو منذ عام 2008"، وأضافت بلاغ المنظمة "سوف نفتقده بشدة". وتعود حيثيات الهجوم الإرهابي الذي أودى بحياة المغربية ليلية العلوي، وزميلها محمدي ويدراغو، إلى حين وصولهما إلى أحد الفنادق بعاصمة بوركينافاسو واغادوغو، حيث أوقفا السيارة خارج مقهى يسمى "كابوسينو"، قبالة فندق "سبلونديد"، عندما وقع الهجوم، فلقي محمدي مصرعه على الفور ونُقلت ليلى إلى المستشفى حيث لفظت أنفاسها الأخيرة. وأدانتْ منظمة العفو الدولية الهجوم الانتحاري، الذي استهدف عشرات المدنيين في العاصمة البوركينابية، وأسفر عن مقتل وجرح العشرات، من جنسيات مختلفة، واصفة إياه ب"الاعتداء الآثم"، مؤكدة أنّ أولويتها في الوقت الراهن "هي العمل على ضمان أفضل دعم ممكن لعائلات محمدى وليلى". جدير بالذكر أنَّ السفارة المغربية في واغادوغو أعلنت عن وفاة المواطنة المغربية ليلى العلوي، المزدادة سنة 1982، إثر إصابتها بجروح في الهجوم الانتحاري يوم الجمعة الماضي، بينما جثمان الراحلة سيجري نقله إلى المغرب بمجرد استكمال الإجراءات اللازمة.