خصصت صحف أروبا الغربية، الصادرة اليوم السبت، أبرز تعاليقها للحرب على الإرهاب، والوضع السياسي في كاتالونيا، ومشروع قانون فرنسي لسحب الجنسية من المدانين في أعمال إرهابية، والاعتداءات التي استهدفت نساء في كولونيا. ففي إسبانيا اهتمت الصحف باجتماع أمس الجمعة بين قائمة "خونتوس بيل سي" (معا من أجل نعم) والحزب المناهض للرأسمالية "ترشيح الاتحاد الشعبي" (كوب)، الذي خصص لبحث إمكانية التوصل لاتفاق لتنصيب حكومة جديدة في كاتالونيا. وهكذا، كتبت (لا راثون) أن هذا الاجتماع، الذي اعتبر الفرصة الأخيرة لتشكيل الحكومة قبل انقضاء الفترة المنصوص عليها في الدستور، لم يؤد إلى اتفاق بين الطرفين، وهو ما سيقود هذه الجهة إلى انتخابات جديدة. من جهتها أوردت (أ بي سي) تصريحات رئيس الجمعية الوطنية الكاتالونية، جوردي سانشيز، الذي أكد في مؤتمر صحفي أن إمكانية التوصل لاتفاق بين "خونتوس بيل سي" وكوب ضئيلة، مضيفا أن هذا الأخير قبل تعيين رئيس مؤقت في أفق الدعوة لانتخابات جديدة بحلول مارس. أما (إلموندو) فكتب أن اجتماع أمس بين "خونتوس بيل سي" وكوب يعكس الخلافات التي تمر بها الكتلة الانفصالية في كاتالونيا، مشيرة إلى أنه رغم محاولات مختلف الجهات السياسية بهذه الجهة التوصل لنتيجة، فإن إجراء انتخابات جديدة بات أمرا لا مفر منه. المنحى ذاته سارت عليه (إلباييس)، التي أشارت إلى أن الأحزاب الكاتالونية تواصل استكشاف كل الاحتمالات الممكنة بغية تنصيب حكومة جديدة، مشيرة إلى أن كوب عقد سلسلة من الاجتماعات مع أحزاب أخرى لإنهاء هذه الأزمة السياسية. وفي فرنسا اهتمت الصحف بموقف وزيرة العدل كريسستيان توبيرا، المنتقد لاجراء سحب الجنسية من مزدوجي الجنسية الذين ادينوا في اعمال ارهابية ، والذي نص عليه الاصلاح المرتقب للدستور. وفي هذا الصدد تساءلت صحيفة (ليبراسيون) هل ما زال يمكننا الدفاع عن كريستيان توبيرا، قائلة "ها هي وزيرة للعدل التي ستأتي امام البرلمان للدفاع عن مشروع توسيع سحب الجنسية من مزدوجي الجنسية المزدادين بفرنسا ،الذين تورطوا في اعمال ارهابية ، لكنها تصرح علنا بان هذا الاجراء غير مطلوب لعدم فعاليته في محاربة الارهاب. من جهتها اعتبرت صحيفة (لوموند ) ان الامر يتعلق ببداية صعبة للسنة بالنسبة لوزيرة العدل التي اكدت معارضتها لتوسيع سحب الجنسية، لكنها ستعرض النص امام البرلمان. وفي ألمانيا واصلت الصحف الصادرة اليوم السبت تعليقاتها على حادث الاعتداءات التي استهدفت أزيد من مائة امرأة في كولونيا ، والتي أثارت ردود فعل مستنكرة. فقد اعتبرت صحيفة (أوسنابروكر تسايتونغ) أن "ما تشهده ألمانيا، أمر خطير" منتقدة النقاش الصوري "لترحيل بشكل أسرع طالبي اللجوء المتورطين في جرائم الاعتداءات التي استهدفت نساء في مدينة كولونيا. وترى الصحيفة أن هذا النقاش يتعين ألا يحول الاهتمام بالمشاكل الأساسية المتعلقة بالاندماج بصفة عامة وبسياسة اللجوء بصفة خاصة، مشيرة إلى أن الوقت قد حان لمناقشة قضايا الهجرة "غير المنضبطة "، وتغليب المصالح الوطنية، معتبرة في نفس الوقت أن ألمانيا تحتاج في الوقت الراهن إلى ميثاق اجتماعي جديد لرفع التحدي. من جهتها كتبت صحيفة (مانهايمر مورغن) أن رئيس شرطة كولونيا فولفغانغ ألبرس الذي تمت إقالته، لديه مسئولية ليس فقط من حيث المواجهة الفاشلة لاعتداءات رأس السنة الميلادية الجديدة على المحطة الرئيسية المحلية بكولونيا، ولكن حتى بالنسبة لتقديم معلومات مغلوطة عن الجناة. أما صحيفة (زودفيست بريسه) فترى بخصوص هذه القضية أنه لا يجوز ترك المجال "للسياسيين المحرضين"، لأن المواطنين الألمان "يحتاجون إلى صدق وليس إلى المزيد من خيبات الأمل في المجتمع بخصوص موضوع الهجرة". من جانبها كتبت صحيفة (كولنيشه روندشاو)، أن قائد شرطة كولونيا المحال على التقاعد المؤقت، فشل فشلا كبيرا في نقل ما حدث فعلا في ليلة رأس السنة الميلادية لوسائل الإعلام، إذ أخفى معلومات خطيرة. وتساءلت الصحيفة عن الطريقة التي يمكن أن تتعامل بها ألمانيا بعد الآن مع اللاجئين التي من المفروض أن تتسم بالانفتاح، وذلك أمام تصرفات بعض هؤلاء اللاجئين في ليلة رأس السنة في كولونيا والذين يتحملون جزءا من مسؤولية تعزيز الشعور بالكراهية والتحريض والنقاشات الشعبوية التي توجد الآن فوق "نار حامية". وفي بريطانيا اهتمت الصحف بإضراب الأطباء البريطانيين في القطاع العام، والدخول المحتمل لعملاق النفط السعودي أرامكو إلى البورصة، وعودة قاطرة البخار الشهيرة "الطائر الاسكتلندي" إلى السكة بعد عملية ترميم استمرت عقدا من الزمن. وأوردت صحيفة (الاندبندنت) قرار أطباء القطاع العام في المملكة المتحدة، المنتمين للخدمات الصحية الوطنية، خوض إضراب عن العمل الثلاثاء المقبل يستمر 48 ساعة، وذلك احتجاجا على عقد العمل الجديد. وأضافت أن هذا الإضراب يأتي بعد فشل المفاوضات بين ممثلي الحكومة والنقابة المركزية للأطباء التي ترفض شروطا جديدة للعمل، مشيرة إلى أن بعض فترات العمل تعتبر خارج ساعات العمل العادية (كالعمل يوم السبت مثلا) ولا يتم التعويض عليها. وتابعت اليومية أن الحكومة اقترحت، في المقابل، زيادة 11 بالمائة في الراتب الأساسي، لكن 45 ألف طبيبا داخليا رفضوا العرض وهددوا بتنظيم ثلاث إضرابات أخرى يومي 26 و28 يناير الجاري ويوم 10 فبراير المقبل. أما صحيفة (الديلي تلغراف)، فأوردت أن المملكة العربية السعودية تعتزم طرح حصة من رأسمال شركة النفط أرامكو السعودية في البورصة، وذلك في إطار موجة من عمليات الخصخصة الرامية إلى جمع أموال لصالح البلاد. وذكرت أن أرامكو، التي تملكها الدولة السعودية، هي أكبر شركة نفط في العالم لها احتياطات تبلغ 265 مليار برميل، أي أكثر من 15 بالمائة من الاحتياطي العالمي، مبرزة أنه في حال دخلت البورصة فستصبح الشركة الأولى بقيمة تصل إلى 1000 مليار دولار. وفي سياق آخر، سلطت صحيفة (الغارديان) الضوء على واحدة من جواهر التراث الصناعي لبريطانيا العظمى، قاطرة البخار "الطائر الاسكتلندي"، التي عادت أمس الجمعة إلى العمل في بوري (شمال غرب انكلترا) بعد عملية ترميم وصيانة استمرت عشر سنوات. واهتمت الصحف السويسرية بالحرب التي يشنها التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الذي يتغلغل شيئا فشيئا داخل التراب الليبي حيث يزرع الفوضى والخوف. واعتبرت (لوطون) أن تنظيم الدولة الإسلامية انتقل إلى السرعة القصوى في ليبيا، في غياب أي حل سياسي لحالة عدم الاستقرار التي تعيشها البلاد مما يجعلها غير قادرة على وقف زحفه على المدى القصير. أما جريدة (24 أور) فأشارت إلى أن مجموعة من الجهاديين تنشط أكثر فأكثر شمال شبه جزيرة سيناء، حيث قامت بقتل مئات من عناصر الشرطة والجيش في هجمات متفرقة كما أعلنت مسؤوليتها عن تحطم الطائرة الروسية. وذكرت أنه منذ ثورة 2011 في مصر، لم يتوقف الجهاديون عن الهجوم على أنابيب النفط والغاز بسيناء لعرقلة تصدير الغاز لإسرائيل والأردن. أما (لاتريبون دو جنيف)، فأشارت من جانبها إلى أن هزم الدولة الإسلامية لا زال بعيد المنال على الرغم من الضربات التي تلقاها مؤخرا في العراق. واعتبرت أن قدرته على المقاومة سببه التنظيم الجيد والهياكل الإدارية والدينية التي وضعها في الأراضي التي يسيطر عليها. وفي موضوع آخر، كتبت (لا ليبر بلجيك) أن الإيليزي لن يغير موقفه، حيث سيقدم في فبراير مشروع قانون ستدافع عنه وزيرة أمام البرلمان ترفض هي نفسها إحدى مقتضياته، مشيرة إلى أن هذا الفضول يثير المعارضة، مما يفرض على فرانسوا هولاند أن يحدد اختياره. من جانبها، أشارت (لافونير) إلى أن مقترح إدراج في الدستور الفرنسي سحب الجنسية الفرنسية لذوي الجنسية المزدوجة المتهمين في قضايا الإرهاب لا زالت تثير الانقسامات في صفوف الأغلبية الاشتراكية ومجموع قوى اليسار. وأضافت الجريدة أن عددا من قادة الحزب الاشتراكي انتقدوا تبني الحكومة لفكرة كان يطالب بها منذ زمن طويل اليمين واليمين المتطرف. أما (لاديرنيير أور)، فأكدت أن هذا النقاش أخذ اتجاها جعل بعض الفرنسيين يعتقدون أن تجريد كريستيان توبيرا من منصبها الوزاري يبدو صعبا بنفس قدر صعوبة سحب الجنسية الفرنسية من إرهابي.