يبدو أن مسؤولي حزب العدالة والتنمية، القائد للائتلاف الحكومي، باتوا مقتنعين بأنّ تفعيل شعار "صوتك فرصتك لمحاربة الفساد"، الذي رفعه الحزب إبان الحملة الانتخابية لتشريعيات 2011 التي أوصلته إلى الحكومة، أمر غير يسير. فبعد اعتراف رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، خلال جلسة المساءلة الشهرية بمجلس النواب مطلع السنة الماضية، بعجز حكومته عن محاربة الفساد "كما يريد المغاربة"، مقرا بأن "الفساد هو الذي يحاربني ولست أنا من يحاربنه"، خرج رئيس المجلس الوطني لحزب "المصباح"، سعد الدين العثماني، ليؤكد أن محاربة الفساد "عملية معقدة جدا وطويلة الأمد". وقال العثماني، في ندوة نظمها فرع حركة التوحيد والإصلاح بالرباط، مساء الجمعة، حول موضوع: "مكافحة الفساد بين مسؤولية الدولة وأدوار المجتمع المدني"، (قال) إن محاربة الفساد تستدعي تضافر جهود الجميع، "فإذا لم يُساهم المجتمع المدني في هذه العملية، بما له من خبرة في هذا المجال، فإن الدولة لن تقدر على محاربة الفساد لوحدها، لأن اليد الواحدة لا تصفق"، يقول العثماني. واعتبر وزير الخارجية السابق أن محاربة الفساد تقتضي تعبئة مجتمعية للضغط على الجهات المعنية بتفعيل الإجراءات اللازمة، قائلا: "قد لا تكون هناك إرادة حقيقية لمحاربة الفساد، ولكنّ التعبئة المجتمعية تدفع إلى التغيير، وإلى إغلاق الشقوق الموجودة في التشريعات"، مشيرا، في هذا الصدد، إلى الحملة التي يقودها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي لإسقاط معاشات الوزراء والبرلمانيين. رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية قال إن المجتمع المدني يمكن أن يقوم بمهمّة الوساطة والترافع عن قضايا المواطنين في مجال الفساد، لإيصالها إلى من يتولون السلطة، "من أجل تخفيف التوتُّر بين السلطة والمجتمع"، معتبرا أن الوساطة مهمة جدا في المجتمعات الحديثة، وأضاف المتحدث أن الفساد يشكل خطرا على الاستقرار والتنمية المستدامة وعلى المسار الديمقراطي. وفي الوقت الذي توجّه المنظمات المشتغلة في مجال مكافحة الفساد انتقادات لاذعة للمغرب، وتصنفه في مراتب متأخرة في تقاريرها، قال العثماني إن لهذه المنظمات تأثير مهم في محاربة الفساد، من خلال الاستعانة بتقاريرها عند سنّ التشريعات، مشيرا، في هذا الإطار، إلى منظمة الشفافية الدولية (ترانسبرانسي)، التي قال "إنها لعبت أدوارا كبيرة في محاربة الفساد بالمغرب".