يبدو أن شبح تنظيم "الدولة الإسلامية"، الشهير ب"داعش"، بات يخيم على أجواء الجامعة المغربية التي تحوي شريحة واسعة من الشباب. ففي الوقت الذي تناقلت فيه أوساط طلابية ظهور طلبة يتبنون التوجه "السلفي المتطرف" ويستعدون للإعلان عن فصيل موالٍ لأبي بكر البغدادي تحت اسم "فصيل الخلافة"، فإن معطيات توصلت بها هسبريس كشفت أنّ الأمر لا يعدو أن يكون "شائعة"، لكنها "قابلة للتحقيق". ورغم أن الجامعة تعيش هذه الأيام على إيقاع الامتحانات الفصلية، بعدما عرفت، قبل فترة، أحداث عنف دامية، خاصة في مراكش، أطرافها فصيل "النهج الديمقراطي القاعدي"، ذي التوجه اليساري الراديكالي، الذي تبنى، في بلاغاته وتصريحات المنتمين إليه، هجوماً بالأسلحة البيضاء على فصيلي "العدل والإحسان" و"الحركة الثقافية الأمازيغية"، إلا أن هذه الأوضاع لم تُخف نقاشاً أثير حول بوادر انتقال "الفكر المتطرف" إلى داخل أسوار المؤسسات الجامعية. لا توجد معطيات دقيقة تأكد وجود "خطر التطرف" على الطلبة المغاربة في الوقت الراهن، في وقت تعرف فيه الساحة الجامعية أنشطة لفصائل طلابية ذات توجهات إسلامية تهم تنزيل برنامجها السنوي، النقابي والثقافي والدعوي، أبرزها فصيل "العدل والإحسان" المهيمن على هياكل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، و"منظمة التجديد الطلابي" المقربة من حزب العدالة والتنمية، إلى جانب فعاليات سلفية تنظم أنشطتها الدعوية في المساجد الجامعية والمدرجات. هسبريس نقلت هاجس "التطرف" في الجامعات المغربية إلى عبد الكبير سحنون، الكاتب العام للتنسيق الوطني التابع للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، الذي نفى وجود "فصيل طلابي موالٍ ل"داعش" في الفضاء الجامعي، قائلا: "أول مرة أسمع بفصيل يدعى الخلافة، ونحن من خلال الرصد اليومي الذي تقوم به فروعنا في الجامعات، لم نسمع بهذا الاسم ولا بإشارة تحيل إليه، بل هناك فقط الفصائل الطلابية المعروفة". واعتبر سحنون أن الحديث عن "فصيل الخلافة" في الجامعة هو "مجرد شائعة" و"كلام فارغ"، فيما أكد وجود طلبة سلفيين يدرسون في الجامعات "لهم أنشطة عادية وتكون في غالبها دعوية"، على أن تلك الأنشطة "ليست ضمن هيئة أو فصيل أو منظمة طلابية، لكنها بشكل فردي. أما على مستوى تأطير الطلبة نقابيا وثقافيا فالأمر غير وارد"، بتعبير سحنون. وتعليقا منه على واقع العنف في الجامعات، اعتبر سحنون أن هناك "تضخيما" للظاهرة في وسائل الإعلام، موضحا أن "غالبية المؤسسات الجامعية تعيش وضعا عاديا وفضاءاتها سليمة ويطبعها العلم والعمل، في وقت تعمل فيه الفصائل الطلابية المختلفة كُلّ على شاكلته"، واستدرك بالقول إن العنف المثار "يبقى حالات نادرة في فروع جامعية مثل فاس ووجدة ومراكش وأكادير". القيادي الطلابي يرى أن أعمال العنف، التي قال إنها "نادرة"، تقف وراءها فصائل طلابية وصفها ب"المتطرفة"، "ولا أستبعد أن تكون هناك أياد خفية من خارج الجامعة تحركها لإثارة العنف"، فيما شدد على أن ظهور أي توجه متطرف في الجامعة "سيكون منبوذا من طرف الطلاب، ودورنا، مقابل ذلك، مستمر في التوعية بالهوية الوطنية والقيم الدينية".