بعد أزيد من شهر ونصف على مقتل البريطاني محمد أموازي، الملقب ب"الجهادي جون" أو "ذبّاح داعش"، إثر غارة أمريكية استهدفته في مدينة الرقة، أكبر معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا، خرج التنظيم بشريط مصور يوثق لعمليات إعدام رميا بالرصاص، فيما ظهر "داعشي" جديد يشبه "جون" في لهجته واستعراضه. وكان لافتا تقديم "داعش" ل"الجهادي جون 2"، في حلة لا تختلف عن أموازي، الذي اشتهر قبل مقتله بهيئته ك"ملثم"، ويتكلم بخطاب تحريضي ضد حكومة ديفيد كاميرون، بلكنة بريطانية واضحة، ليعمد إثر ذلك إلى تنفيذه إعدامات بالذبح طالت رهائن أجانب عدة، منهم الصحافييْن الأمريكييْن، "ستيفين سوتلوف" و"جيمس فولي"، وعاملي الإغاثة، الأمريكي "عبد الرحمن كاسيغ" والبريطاني "ديفيد هاينز"، واليابانييْن "هارونا يوكاوا" و"كينجي غوتو". الشريط الجديد، الذي يحمل عنوان "هم العدو فاحذرهم"، يظهر اعتقال تنظيم "داعش" خمسة سوريين في الرقة بتهمة "التجسس" وبوصفهم "مرتدين"، حيث كشفت تصريحاتهم أنهم كانوا ينفذون مهماتهم، عبر وسيط في تركيا، بتصوير مواقع وشخصيات موالية للبغدادي في الرقة بكاميرات خفية، فيما قال أحدهم إنه تفاجأ بتلك التسجيلات تبث على قنوات إخبارية بريطانية مثل "بي بي سي". بعد ست دقائق ونصف من عرض "اعترافات" الرهائن السوريين، يظهر الشريط مقاتلا "داعشيّاً" مُلثماً يقف إلى جانب أرْبعَة مقاتلين آخرين، في الهيئة ذاتها، أمام الرهائن الجاثمين على الأرض، وهم يرتدون زيا برتقالي اللون يحيل على المحكومين بالإعدام. وبدأ "الجهادي جون 2" الحديث بلكنة بريطانية، التي كشفت أنه "غير بريطاني الأصل"، لكنه اختار توجيه خطاب تهديدي إلى رئيس الحكومة البريطانية، ديفيد كاميرون، فيما تظهر اللقطات أن قامته متوسطة مقارنة بأموازي، أما خطابه فبدا متوترا وهو يصف كاميرون في أكثر من موضع ب"السخيف". "الداعشي" ذاته قال إن بريطانيا "جزيرة صغيرة" و"زعيمها يهددنا بعدد قليل من الطائرات"، مضيفا، وهو يوجه الخطاب لرئيس وزراء بريطانيا، "أنت مثل أمثالك بلير وبراون، لست أقل منهم تكبرا وسخفا، بل يا ديفيد كاميرون أنت السخيف الأكبر"، ليورد في خطاب تحريضي آخر: "يا أيتها الحكومة البريطانية، يا أيها الشعب البريطاني، اعلموا أن جنسيتكم تحت أقدامنا اليوم.. وسنغزو دياركم". وتظهر اللقطات أن الواقفين وراء إخراج الشريط عمدوا إلى الاحتفاظ بالخلفية ذاتها التي كان يظهر فيها البريطاني محمد أموازي وهو يعدم الرهائن الأجانب، حيث تبدو مشاهد "مسرح الإعدام" وسط مساحة أرضية قاحلة لا ترى فيها إلا الهضاب والرمال، قبل أن يختتم المشهد بإعدام الرهائن الخمسة رميا بالرصاص. وكان آخر ظهور ل"محمد أموازي" مع الرهينتين اليابانيين، هارونا يوكاوا وكينجي غوتو، مطلع شهر فبراير 2015، بعد أن نفذ في حقهما "الإعدام" بالذبح، قبل أن يظهر شبيه آخر لأموازي في ليبيا، صيف العام الماضي، وهو يتزعم عملية لذبح 21 رهينة من مسيحيين مصريين جرى اختطافهم في لبيبا، في مكان ساحلي، فيما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، في نونبر الماضي، مقتل أموازي، ضمن غارة أمريكية استهدفته في مدينة الرقة.