منذ المؤتمر الرابع عشر الذي عقدته البوليساريو، والذي جدد الثقة في محمد عبد العزيز أمينا عاما للجبهة، ليستمر في خلافة نفسه من عقود، وجّه عدد من قادة التنظيم الانفصالي انتقادات بالجملة إلى مواقف الدولة الإسبانية من قضيّة الصحراء، مؤكدين "ضرورة تحملها لمسؤولياتها في النزاع". ممثل البوليساريو في إسبانيا، بشرايا حمودي بيون، شدد على أن "لإسبانيا دين تاريخي ومسؤولية جسيمة تجاه الوضع القائم في الصحراء"، مضيفا أن "لها دور كبير في إيجاد حل للنزاع، من خلال الضغط على المغرب لكي يقبل باستفتاء تقرير المصير". حمودي بيون، الذي يمثل محمد عبد العزيز في العاصمة مدريد، عبر عن أمله في أن تتخذ الحكومة الإسبانية المقبلة موقفا "أكثر إيجابية من القضية الصحراوية"، يكون "مغايرا للموقف الذي دأبت عليها الحكومات المتعاقبة للحزب الشعبي الإسباني والحزب الاشتراكي العمالي الإسباني"؛ وذلك بعد أن عبرت هذه الحكومات عن الدعمه المطلق للمملكة المغربية في مقترحها بإقامة نظام للحكم الذاتي ب الأقاليم الصحراوية. وفيما قال بشرايا إن "من مصلحة شعوب المنطقة، وأوروبا والعالم، إيجاد تسوية للمسألة الصحراوية، طبقا للشرعية الدولية، من أجل تجنب إثارة بؤرة توتر أخرى بإفريقيا"، أشاد بقرار المحكمة الأوروبية القاضي، ابتدائيا، ببطلان اتفاقية تصدير المنتجات الفلاحية من الأقاليم الجنوبية؛ في حين اعتبر أنه "ليس ضد اصطياد سفن جزر الكناري وإقليم الأندلس بالسواحل المقابلة للصحراء، شريطة إيجاد صيغة تنسجم مع القانون الدولي"، على حد تعبيره. المؤتمر الأخير للجبهة لم يفوت الفرصة، بدوره، دون الهجوم على إسبانيا، إذ بُعثت رسالة إلى رئيس الحكومة الإسبانية يعتبر فيها أن "مدريد تملصت من مسؤولياتها في تنظيم استفتاء تقرير المصير، سنة 1975، وفتحت المجال أمام المغرب". وطالب المؤتمر ذاته الحكومة الإسبانية الجديدة ب"تصحيح موقف الحكومة، واتخاذ خطوة جريئة بإلغاء اتفاقية مدريد، واتخاذ موقف قوي تأييدا لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال، كي ينسجم مع موقف الشعوب الإسبانية والشرعية الدولية"، وفق صياغة الوثيقة. وفي السياق ذاته، قال محمد سيداتي، الذي يتقلد ما تسميه الجبهة منصب "الوزير المنتدب لدى الاتحاد الأوروبي"، إن "إسبانيا التي لم تلتزم بواجباتها نحو الشعب الصحراوي، بصفتها قوة استعمارية قديمة، وعليها أن تقاوم مناورات المغرب الذي يحاول منعها من لعب دور نشيط في تسوية النزاع في الصحراء"، معبرا عن طموحه في أن يتمكن حزب "بوديموس" اليساري من قلب الموقف الإسباني.