قال ربيع الخمليشي، رئيس مرصد البيئة وحماية المآثر التاريخية بطنجة، إن المرصد يعتزم صياغة مذكرة مطلبية تدعو إلى تصنيف مدينة طنجة كتراث إنساني عالمي، معتبرا أن "هذه الخطوة ستكون صلب وعنوان المرحلة المقبلة في عمل المرصد". وأضاف الخمليشي، في ندوة صحافية نظمها المرصد، حول موضوع: "مآلات تدبير ملف المآثر التاريخية بطنجة"، أن إطارهم المدني يعتزم "مواصلة الترافع في كل ما يهمّ حماية مآثر طنجة، وذلك من خلال لقاءات مع مختلف الفاعلين والمسؤولين، وتنظيم زيارات ومسيرات إلى المآثر المهدّدة، إضافة إلى تنظيم لقاءٍ ذي طابع دولي بطنجة". كما اعتبر المتحدث أن "تتبع تاريخ مدينة طنجة هو تتبع لتاريخ المغرب، لأن فيها آثار حضارات إنسانية تؤرخ لظهور الإنسان العاقل بشمال إفريقيا، وهذا غنى وتنوع وكنز في غاية الأهمية بالنسبة إلى الوطن ككل". وجوابا على سؤال لهسبريس حول فحوى عقد لقاء مع مسؤولي ولاية طنجة بخصوص حماية المآثر التاريخية المتواجدة ب"الكورنيش"، قال الخمليشي إن "الرؤية المادّية هي الطاغية على عملية توسعة "الكورنيش" والميناء الترفيهي الجديد، لكن هذا لم يمنع المرصد من أخذ ضمانات وتطمينات من طرف المسؤولين تؤكد الحفاظ على فندق "سيسل" التاريخي، ومحطة القطار القديمة، دون المسّ بهما؛ في حين سيتم تأهيل "فيلا هاريس" سنة 2017 بعد تجاوز بعض الإشكالات الإدارية؛ وهو الأمر الذي لا ينطبق على معلمة "بلاصاطورو" التي توجد في ملك الجماعة الحضرية وتعاني من الإهمال، رغم وعودٍ وتطمينات بتصنيفها كإرث تاريخي في القريب العاجل". وكانت عملية هدم منارة الشاطئ البلدي التاريخية، مؤخرا، قد أثارت حفيظة عدد من فعاليات المجتمع المدني، وعلى رأسها "مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة"، الذي أصدر بيانا يندّد فيه بالطريقة الأحادية التي تم بها تدبير عملية الهدم، دون مشاركة المجتمع المدني، وهو ما اعتبره الخمليشي خلال الندوة "سلوكا فيه تسرع ونقص في الإبداع، بدل محاولة الاستثمار الإيجابي للبنية المعمارية للمدينة".