انتشر سريعا مقطع "فيديو" بُث على موقع "يوتوب"، قبل أن يتم حذفه اليوم، يوثق مشهدا وصفه البعض ب"الصادم"، إذ بدا شابان غارقيْن في "جحيم من القُبل" داخل قاعة بإحدى المؤسسات التعليمية بأكادير؛ فيما عمد تلاميذ إلى تصوير المشهد عن بعد. وحسب مقطع "الفيديو" الذي أورد اللقطة التي بدا فيها "المِثليان" يتبادلا قبلا حميمية داخل قاعة دراسية فارغة، مساء الاثنين الماضي، فإن الأمر يتعلق بمراهقين مثليين لم يعلما أن هناك من يترصد بهما بالتصوير والمتابعة. وسمعت في التسجيل المحذوف أصوات تلاميذ تابعوا من قاعة مجاورة تفاصيل القبل الساخنة بين المثليين، إذ طالبوا أستاذهم بالتدخل، لكنه رفض، وطلب منهم التروي. وعلمت هسبريس من مصادر مطلعة أن أحد المثلييْن مستخدم شاب تمت الاستعانة به للعمل مؤقتا بثانوية "المعرفة" التأهيلية بأيت ملول؛ فيما سارع مسؤولون إداريون إلى حث "يوتوب" على حذف المقطع ل"خدشه الحياء العام"؛ وهو ما يبدو أن الموقع العالمي استجاب له. وضجت صفحة المؤسسة التعليمية على "فيسبوك" بتعليقات تلامذتها، إذ أورد التلميذ سعيد القيسوني قائلا: إن "ما وقع أمر سلبي يمس كرامة الجميع"، داعيا إلى "معاقبة الفاعل"، فيما طالب زميله محمد ماجد جمعية الآباء بأن "لا تلتزم الصمت إزاء ما وقع". وفيما أكد عدد من تلامذة المؤسسة التعليمية المذكورة أن ما تم توثيقه من قبل ساخنة داخل المدرسة "شيء مشين، ويشوه سمعة هذا الفضاء التعليمي"، دعا آخرون إلى "عدم التعميم، حفاظا على سمعة التلميذات والتلاميذ والعاملين في الثانوية، واحتراما لشعور الجميع، والابتعاد عن التشهير". تفادي التشهير هو ما طالب به أيضا قاسم بلواد، رئيس فرع المركز المغربي لحقوق الإنسان بأيت ملول، الذي تحدث لهسبريس بخصوص هذه الواقعة، وقال إنه لا يجب التشهير بالشخصين معا، خاصة أنهما مراهقان، "حتى لا يتم وأد إمكانية الرجوع إلى الصواب"، وفق تعبيره. وشدد بلواد على أنه "يتعين عدم التشهير بهذين المراهقين، إذ قد يكون الأمر راجعا إلى مرحلة المراهقة وما تثيره من غرائز جامحة، وقد يكون السبب مرضا نفسيا ما، لهذا يجب التعاطي مع هذه الحالة بعقلانية وحكمة ورصانة، قبل عرض المعنيين بالأمر على الجهات التأديبية لمعرفة أسباب وحيثيات ما وقع". ومن جهته أورد محمد قجدار، المحلل والباحث النفسي، في تصريحات لهسبريس، أن تصوير شخصين يمارسان شذوذهما الجنسي داخل قاعة يُفترض أن تكون فضاء للتربية وتحسين الذوق العام ينطوي على تناقض قيمي ونفسي فادح"، مبرزا أن "الحل ليس في الزجر أو التشويه، وإنما احتواء ما وقع بالتي هي أحسن". وأكد المتحدث أن "قبلة هذين الشخصين داخل قاعة بمؤسسة تعليمية في أيت ملول تعود بالأذهان إلى تلك القبلة الشهيرة لتلميذين بالناظور، رغم أن الفرق واضح بين الحالتين"، مبديا أسفه لتفشي ما سماه "الثقافة الفضائحية بين المغاربة بشكل غير مسبوق".