لم يكن يخطر في بال عزيز أخنوش رئيس المجلس الجهوي لجهة سوس ماسة درعة ورئيس مجموعة "أكوا" المحتضن الرسمي والشريك الأول لحسنية أكادير، أنه سيتربع على رأس وزارة الفلاحة، وتكتمل فرحته بعد انتخاب تسعة من مستشاري جهة سوس ماسة درعة في مجلس النواب، منهم خمسة في مجلس الجهة، يوم 7 شتنبر الماضي. "" عزيز أخنوش رجل التواضع بامتياز استطاع شق طريقه بصمت بعيدا عن المساحيق والأضواء، لينقل كفاءته السياسية وخبرته المهنية في تدبير امبراطورية "أكوا"إلى تسيير مجلس جهة سوس ماسة درعة، بحنكة مثيرة للانتباه، تكرست نتائجها بالملموس، مثلما تجسدت في انطلاق أوراش التنمية المستدامة في المنطقة، إلى جانب تركيزه الواعي والمتحمس للملفات الاجتماعية، وتحسين الحياة اليومية للمواطنين المحليين. ويعكس إسناده حقيبة الفلاحة والتنمية القروية، ضمن الحقائب الوزارية الجديدة، اهتمامه الفلسفي والعملي بتدبير القطاع الفلاحي وتسوية إشكالية ندرة الماء في واحدة من المناطق الفلاحية الكبرى بالمغرب. ومن المرجح أن ينقل أخنوش التجربة التي كرسها في سوس ماسة درعة إلى مناطق شبيهة مثل منطقة الحوز وسايس والشرق، وإمكانية تعميم تجربة جمعية أكروتيك في هذه المناطق، وكل ذلك من أجل الرفع من آداء القطاع الفلاحي. وكل حظوظ النجاح تقف إلى جانبه في هذا الأفق ونفس الشيء ينطبق على التنمية الاقتصادية والاجتماعية والقروية. وفي هذا الصدد استطاع أخنوش في هذا المسار، على رأس جهة سوس ماسة، خوض عدة معارك ساهمت باحترافية في بروز مشاريع طموحة همت كل أبناء المنطقة. وعمل على كل الواجهات لخلق أرضية اقتصادية صاعدة تعطي كامل الأولوية للتكاملية الترابية وبالتالي صياغة قنوات إخراج جميع المناطق بالجهة من دائرة التهميش والإقصاء وفق التوجهات الكبرى المسطرة من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وساهم اخنوش في تنشيط قطاع السياحة على الصعيد الجهوي ومن المشاريع التي يحرص عليها شخصيا تسهيل الحصول على القروض الصغرى اللازمة في خلق مشاريع سياحية في الوسط القروي، انطلاقا من أهميتها إحداث مناصب للشغل لفائدة الفئات الشابة. ويرجع الفضل في إنعاش المجالين الثقافي والفني، إلى المشاريع والمبادرات التي قام بها أخنوش، في السنوات القليلة الماضية. وتبرز في هذا الإطار أهمية مهرجان"تميتار"، و"حفل التسامح". ومن بين الملفات المهمة التي يحرص ويلتزم أخنوش على تطويرها، إنشغاله بتنمية الصناعة السينمائية بورزازات، من خلال تكريس مشاريع رائدة، تشرف عليها"لجنة السينما" المشكلة خصيصا لتنمية الصناعة السينمائية في ورزازات والمناطق المجاورة، في ارتباط مع الصناعة السياحية. وعزيز أخنوش من عائلة متحذرة من أغيرد أوداد، القريبة من تافراوت وتحمل مسؤولية تدبير أعمال أسرته عقب عودته من كندا التي تابع فيها دراسته في شعبة التدبير. وركز على تطوير مقاولته العائلية "أفريقيا" المختصة في توزيع المحروقات، لتصبح مجموعة معاصرة برأسمال يفوق 10 ملايير درهم، وتضم أزيد من أربعين مقاولة، إلى جانب أصول تجارية لأزيد من 40 علامة تجارية. ومنذ سنوات عبر أخنوش عن إنشغاله بقضايا أخرى ذات ارتباط وثيق بالتنمية المحلية وحماية البيئة والتضامن الاجتماعي، إلى جانب مساعيه الحثيثة من أجل إعادة إدماج السجناء عبر مبادرات مؤسسة محمد الخامس، علما أنه ساهم من جانبه في إدماج عدد منهم في مقاولاته الخاصة، معبدا الطريق نحو هذا الفعل الحضاري.