بلغ عدد المغاربة المتبرعين بالدم، خلال شهر رمضان المنصرم، أزيد من 23 ألفا، بحسب الدكتورة النوني كريمة، عن مؤسسة محمد السادس للقيّمين الدينيّين، مسجلة أن الرقم فاق التوقعات، حيث يشكل الشهر الفضيل مناسبة سانحة لإقبال المغاربة على المساجد ومراكز تحاقن الدم من أجل التبرع. وأفادت المتحدثة، خلال اللقاء السنوي للجنة التواصل وحملات التبرع بالدم التابعة للمركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم، أن رمضان 2014 شهد تبرع 10 آلاف لا غير، في حين إن السنة التي سبقته عرفت توفير 13 ألف كيس دم خلال رمضان لوحده، لافتة إلى أن مراكش ووجدة وطنجة من أكثر المدن التي شهدت إقبالا على التبرع بالدم. أما محمد بنعجيبة، رئيس المركز الوطني لتحاقن الدم، فأفاد، خلال اللقاء ذاته المنعقد بالعاصمة الرباط في دورته الخامسة، بأن الفترة الممتدة ما بين 2011 و2016 عرفت زيادة في عدد المتبرعين الجدد بالدم، وصلت إلى 111 ألفا، معربا عن أمله في أن تصل نسبة تبرع المغاربة بالدم إلى 3 بالمائة، ليصل العدد إلى 900 ألف متبرع مغربي، كما هو عليه الحال في الدول المتقدمة، عوض 1 بالمائة. وأبرز الدكتور بنعجيبة أن المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم يشتغل في إطار إستراتيجية محددة المعالم تمتد على الفترة ما بين 2012 و2016، مشيرا إلى أن الإستراتيجية وُضعت تبعا لعمل جبار ووفق عمل تطوعي بلا مقابل وبكل مسؤولية، من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الدموية في جميع مؤسسات تحاقن الدم، مع نشر ثقافة التبرع بالدم. المتحدث يطمح إلى تحقيق أهداف خاصة بزيادة سنوية في نسبة المتبرعين المغاربة قدرها 4 بالمائة وتحقيق نسبة 100 بالمائة من المتبرعين التطوعيين نهاية 2016، فضلا عن 30 بالمائة من المتبرعين المنتظمين، مرتكزا في ذلك على منظومة لاستقطاب المتبرعين بالدم التطوعيين المنتظمين، تحافظ على الزيادة السنوية في نسبة المتبرعين بالدم وعلى نسبة 100 بالمائة من المتبرعين التطوعيين مع تحقيق نسبة 80 بالمائة من التبرعات المنتظمة بحلول 2020. ويسعى المركز الوطني إلى تفعيل اللجنة الوطنية من أجل التشجيع على التبرع بالدم، إلى جانب إشراك المجتمع المدني والجمعيات الفاعلة في المجتمع في القطاع ذاته، والتي لا تتعدى الثلاثين، حيث يأمل محمد بنعجيبة إلى أن تتحول، مستقبلا، إلى لجنة وطنية لها استقلالية كاملة وتشتغل بمهنية كبيرة وفي إطار إستراتيجية مع المركز الوطني. وأكد بنعجيبة، خلال اللقاء ذاته الذي حضره مهنيون من مختلف المراكز الجهوية التابعة لتحاقن الدم بالمغرب وعدد من ممثلي المجتمع المدني الذي يعنى بالتبرع بهذه المادة الحيوية، على ضرورة تطوير آليات تذكير المتبرعين بالدم عبر توفير قاعدة معلوماتية والاستعانة بالرسائل الهاتفية القصيرة، إلى جانب التواصل المباشر في نقط التبرع من خلال التعاقد مع الجمعيات أو العمل المفوض واللقاءات والحفلات، وتطوير التواصل غير المباشر عبر نشرات إعلامية وإلكترونية. بنعجيبة دعا إلى ضرورة تحسين ظروف الاستقبال في نقاط التبرع، عن طريق تنظيم حملات تحسيسية وطنية عن أهمية تحسين الاستقبال في المراكز وبنوك الدم، وحسن تدبير الوقت، والعناية بالمكان، وتحفيز المراكز وبنوك الدم المتميزة في مجال الاستقبال عبر مباراة وطنية، مؤكدا أن عام 2016 سيشهد مشاريع إبداعية في مجال التبرع بالدم.