في سياق رصد جريدة هسبريس لأبرز الأحداث المجتمعية والشعبية التي شهدها المغربي في سنة 2015 التي توشك على الانقضاء، اعتبر محمد بودن، رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات العامة، أن هذه السنة حملت في طياتها العديد من الأحداث والتطورات الشعبية، بين ما هو محلي وقطاعي ونقابي وافتراضي. وأفاد بودن بأنه "رغم تدافع الأحداث، إلا أن المغرب لم يعرف في هذه السنة أحداثا شعبية مؤثرة على الأمن العام، والمناخ الجماعي، والمزاج الشعبي"، موضحا أن أغلب الأحداث ظلت مؤطرة على المستويات الترابية، والاجتماعية، والموضوعية، وأخذت أبعادا منخفضة ومرتفعة على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي". وزاد المحلل، في تصريح لهسبريس، أن هذه "الأحداث استدعت مراجعات واجبة، حتى لا تظهر المؤسسات بمظهر الإدارة الرخوة، والنمط التدبيري الانسحابي في التعاطي مع قضايا حرجة"، مبرزا أن "البعد الاجتماعي يبقى أقرب الأبعاد للأحداث الشعبية المغربية لسنة 2015". ووصف المتحدث طنجة بكونها مدينة السنة في المغرب، باعتبار أنها كانت مسرحا لحدثين شعبيين محليين، لكنهما أنتجا ردود فعل وطنية عارمة، الأول "مسيرة الشموع" احتجاجا على شركة "أمانديس"، والثاني دهس سيارة النقل السري لشرطي المرور، والذي خلف ردود فعل شعبية واسعة، عكست وعيا جماهيريا بأدوار الأمن ومستوياته. ولفت بودن إلى أن "الشكل الجديد للأحداث الشعبية، رغم تباين طبيعتها، فرض على الحكومة وباقي الفاعلين الإنصات لنبض الشارع، ونهج أساليب تفاوضية تجمع بين الدبلوماسية المحلية وتقديم الحل"، مستدلا باحتجاجات ساكنة طنجة ضد شركة "أمانديس"، واحتجاجات طلبة الطب ضد مشروع قانون الخدمة الإجبارية. وبالنسبة للمحلل عينه، فإن ارتفاع منسوب الحركة في الحدثين الشعبيين "يؤشر على دينامية المجتمع، واتساع هامش الحريات، وتنامي الوعي بالحقوق"، مستدركا أن مثل هذه الأجواء الصاخبة التي خلقها الحدثان "انطوت على مخاطر أسهمت فيها وساطات حزبية ومدنية فاشلة ومصلحية، وغير موثوق بها" وفق تعبيره. بودن يرى أن حدث تنظيم وقفة احتجاجية أمام سفارة السويد بالرباط، يعد أبرز الأحداث الشعبية المرتبطة بالوحدة الترابية، مؤكدا أن السيادة قضية وجودية، يتعبأ لها الشعب بشكل عفوي، لمواجهة أي تحرش أو إساءة، وهو ما تجسد في رمزية الاستقبال الشعبي للملك محمد السادس في مدينة العيون. وخلص بودن إلى أنه يمكن تصنيف الأحداث الشعبية لسنة 2015 إلى أحداث ذات بعد وطني سيادي، من قبيل الاستقبال الشعبي للملك في مدينة العيون، والوقفة الاحتجاجية أمام سفارة السويد، وأحداث مجالية اجتماعية، مثل قضية "أمانديس"، وأحداث قطاعية، مثل قضية الطلبة الأطباء، وأحداث شعبية رافضة لفعل شنيع، وأحداث شعبية مرتبطة بهوية المجتمع المغربي ومزاج حساسياته.