لعلها رسالة لمن يهمهم الأمر، ولمن يرون في "الكومبين" حلاً لضعفهم الاحترازي والأمني من أجل الخروج بأقل الأضرار بعد نهاية "الديربي" البيضاوي، فمباراة أمس بين فريقي الوداد والرجاء، ورغم انتهائها بنتيجة التعادل، علماً أن النقطة الوحيدة تعتبر جزاءً كبيراً في حق أداء باهت من الطرفين، أخرج المتابعين عن أعصابهم، أفضت إلى إصابات منها ما هو خطير، واعتقالات بالجملة، ومشاهد توحي بكل ما له علاقة بالحروب، وتصعب نسبتها إلى مباراة كرة قدم. وعلمت "هسبورت"، من مصادر طبية رسمية، أن المركز الاستشفائي ابن رشد بالدار البيضاء، الذي كانت إحدى فرقه الطبية مكلفةً بتغطية اللقاء، توصل أمس ب17 حالة، منها رجال أمن وجماهير من الفريقين، إصاباتهم متفاوتة الخطورة، بين كسور وجروح وإصابات في الرأس، فضلاً عن أن عشرات المتفرجين الآخرين، الذين لم تكن إصابتهم مقلقة، اكتفوا بتلقي الإسعافات الأولية داخل الملعب. واعتقلت عناصر الشرطة أمس العشرات من جماهير الفريقين الأحمر والأخضر، أغلبهم بعد نهاية المباراة، فيما لا يزال البحث جاريا عن وجوه أخرى ساهمت في إحداث الشغب الذي أفسد الأمسية الرياضية، وانضاف إلى الأداء الهزيل للاعبين، ليسوق أسوأ الصور عن الكرة المغربية للعالم، اللهم تلك اللوحات التي رفعت في المدرجات قبل بداية اللقاء، والتي كانت نقطة الضوء الوحيدة في "الديربي 119". وانتهت مباراة الديربي بين الوداد والرجاء البيضاويين بنتيجة (0-0)، وبأحداث شغب وعنف من جماهير الوداد بالخصوص، طال حتى رجال الأمن الذين كانوا يحاولون السيطرة على الوضع دقائق فقط قبل إطلاق حكم اللقاء صافرة النهاية، لتتواصل بذلك مظاهر الشغب في جنبات الملعب، بعد التقاء جمهوري الفريقين.