انطلقت مساء الخميس بفضاء السويسي بالرباط، فعاليات الدورة الثانية للأسبوع الوطني للصناعة التقليدية، المنظمة تحت رعاية الملك محمد السادس، وذلك إلى غاية 23 دجنبر الجاري. وأكد رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران، في كلمة بالمناسبة، على ضرورة الحفاظ على الصناعة التقليدية مع الحرص على تشجيع التقنيات العصرية التي تساهم في تحسين هذه الصناعة، مضيفا أن "الحكومة تعمل على تشجيع الصناعة التقليدية التي تتميز بمنتوجاتها الجيدة حتى تأخذ المنحى الذي تستحقه"، وفق ما ذكرته وكالة المغرب العربي للأنباء. من جهتها، أوضحت وزيرة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني فاطمة مروان، أن هذه التظاهرة التي تنظمها الوزارة بشراكة مع مؤسسة دار الصانع، هي مناسبة سنوية "تتوج العمل الذي قمنا به جميعا من سلطات عمومية ومهنيين في سبيل تطوير قطاع الصناعة التقليدية وذلك تجسيدا لمضامين استراتيجية تنمية قطاع الصناعة التقليدية في إطار رؤية 2015". وبعد أن ذكرت بأهداف هذه الاستراتيجية الرامية إلى الرفع من القدرة الانتاجية وتحسين جودة المنتوج وتنويعه، أشارت مروان إلى أن الوزارة فتحت أوراشا عديدة همت مجمل الفاعلين بالقطاع سواء المقاولات الصغرى والمتوسطة أو الصناع الفرادى وذلك من خلال التركيز على تقديم الدعم التقني والفني وتوفير الخبرات والمواكبة والتأطير وتشجيع البحث العلمي وتطوير منظومة التكوين المهني والتكوين المستمر للصناع. وخلصت الوزيرة إلى أن مستقبل الصناعة التقليدية المغربية رهين بمدى انفتاحها وتجاوبها مع محيطها الاقتصادي والعلمي والثقافي حيث يجب أن تنهل من هذا المحيط ، مع الحفاظ على مكوناتها الهوياتية ، مشيرة إلى أنه تم بهذا الخصوص، التركيز على دعم جانب التجديد والابتكار وتحسين أدوات وتقنيات الانتاج وظروف العمل، وكذا جودة المنتوجات وتأهيل العنصر البشري باعتباره ليس فقط محركا أساسيا للتطور وإنما غاية له. من جانبه، أبرز رئيس فيدرالية مقاولات الصناعة التقليدية عزالدين الكرافسي، أن مثل هذه المعارض تساهم في تنمية مواهب الصناع التقليديين وتحفزهم على التطور والإبداع والاستمرار في التجديد والابتكار. وتميز حفل انطلاق الدورة الثانية للأسبوع الوطني للصناعة التقليدية بافتتاح معرض وطني للصناعة التقليدية سيستمر إلى غاية 23 دجنبر الجاري. وينظم هذا المعرض، الذي يشارك فيه 93 عارضا يمثلون تعاونيات وصناع فرادى ومقاولات من جميع جهات المملكة، على مساحة تصل إلى خمسة آلاف متر مربع والذي يتضمن مختلف منتوجات الصناعة التقليدية. كما تميز حفل انطلاق هذه التظاهرة الاقتصادية والاجتماعية الذي حضره عدد من أعضاء الحكومة وشخصيات أخرى، بالتوقيع على ألبوم طابع بريدي تذكاري خاص بهذه الدورة والذي وقعته كل من السيدة فاطمة مروان والمدير العام لمجموعة بريد المغرب السيد أمين بنجلون التويمي. وتهدف هذه التظاهرة، التي تندرج في إطار مواكبة الإجراءات المواكبة لتنفيذ رؤية 2015 ، إلى تثمين الصناعة التقليدية والمهارات المتوارثة بالقطاع، وإبراز الجهود التي تبذلها الدولة للنهوض به، وكذا التعريف بالطابع الأصيل للقطاع ودعم تسويق منتجاته اليدوية، فضلا عن تحسين ظروف عمل الصناع التقليديين بهدف الرفع من مداخيلهم. كما تعد هذه التظاهرة مناسبة لتعريف الحرفيين بمستجدات القطاع وإبراز إبداعاتهم والتواصل وتبادل الآراء والخبرات والتجارب مع الفاعلين وكذا تسويق منتجات الحرفيين. يذكر أن برنامج الدورة الثانية لهذه التظاهرة يتضمن، حسب المنظمين، تنظيم 12 معرضا جهويا في مختلف جهات المملكة، وتنظيم الملتقى الخامس حول المحافظة على حرف الصناعة التقليدية ، ولقاءات حول موضوع "مقاربة الجودة بقطاع الصناعة التقليدية ، وكذا أيام الأبواب المفتوحة بمؤسسات التكوين المهني. وسيتم تنظيم يوم تحسيسي حول الصحة والسلامة المهنية على المستوى الوطني والجهوي، ودورات تكوينية في مجال التربية المالية لفائدة الصناع التقليديين، وتدشين دور للصانعة ومراكز للدعم التقني وبنيات تحتية للإنتاج والتسويق. كما تعرف هذه الدورة تنظيم حفل لتكريم خريجي التكوين المهني الأساسي والحرفيين المستفيدين من برنامج التكوين المستمر، وتسليم شواهد لوحدات الانتاج الحاصلة على الشارة، فضلا عن تنظيم حفل يتخلله عرض للأزياء التقليدية تمثل غنى والتنوع الجهوي للمملكة.