عزت المملكة العربية السعودية إعلان تشكيل تحالف عسكري لمحاربة الإرهاب، يضم المغرب إلى جانب 32 دولة أخرى، إلى الرغبة في التنسيق مع "الدول الصديقة والمحبة للسلام والجهات الدولية، في سبيل خدمة المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب وحفظ السلم والأمن الدوليين". ويبدو أن هذا الهدف المعلن عنه من طرف السعودية، لا يشاطره محللون يرون أن مرامي إعلان هذا التحالف العسكري لمواجهة الإرهاب، خاصة تنظيم "الدولة الإسلامية"، والجماعات المتشددة التابعة لها في عدد من بؤر التوتر في العالم، ليست بالضرورة محاربة الإرهاب، بقدر ما هناك غايات أخرى غير معلنة. الدكتور سعيد الركراكي، الخبير في العلاقات الدولية والأستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط، أحد هؤلاء الذين يشككون في أهداف التحالف، حيث أكد أن الهدف الحقيقي من إقامة هذا التحالف هو مغاير تماما للمعلن، إذ يروم "خدمة مصالح أمريكا"، و"الصهيونية العالمية". وأشار الركراكي، في تصريح لهسبريس، إلى أن التحالف سيكون تحت سلطة أمريكا، وسيقوم بالدور الوسخ الذي لا تقوم به الولاياتالمتحدةالأمريكية بنفسها"، مبرزا أنه "سيتلقى الأوامر من أميركا للقيام بهذا الدور على الأرض، لأن هذه الأخيرة لن تجازف بالتدخل العسكري البري"، بحسب تعبيره. وأضاف المحلل ذاته بأن "هذه الدول المنخرطة في التحالف العسكري الذي أعلنته عنه المملكة العربية السعودية، ستكون في وجه المدفع، وستقدم الجيش للتدخل في مناطق صراع أمريكا بدعوى مواجهة الإرهاب، لأنها تخل بمصالحها وليس بالأمن الدولي"، على حد قوله. أما عن مشاركة المغرب في التحالف الإسلامي العسكري الموجه لمحاربة الإرهاب، سواء "داعش" أو التنظيمات التابعة لها، فقال الخبير في العلاقات الدولية إن "هذا أمر طبيعي، لأن التحالف يضم دولا إسلامية وعربية، وبالتالي لا يمكن أن تتخلف المملكة عن المشاركة". ويضم التحالف، إلى جانب كل من المغرب والسعودية، المملكة الأردنية الهاشمية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية باكستان الإسلامية، ومملكة البحرين، وجمهورية بنغلاديش الشعبية، وجمهورية بنين، والجمهورية التركية، وجمهورية تشاد، وجمهورية توغو، وتونس، وجيبوتي، والسنغال، والسودان، وسيراليون، والصومال، والغابون، وغينيا، وفلسطين، وجمهورية القمر الاتحادية الإسلامية، وقطر، وكوت دي فوار، والكويت، ولبنان، وليبيا، وجمهورية المالديف، ومالي، وماليزيا، ومصر، وموريتانيا، والنيجر، ونيجيريا، واليمن.