شدد الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة، أنس بيرو، على أن المغرب تعامل مع ظاهرة الهجرة من جميع الجوانب، وبشكل خاص الجانب الانساني الذي اعتبره الأهم. وأفاد بيرو أن المملكة أعطت للمهاجرين الفرصة لتحقيق طموحاتهم وأحلامهم دون أن يغامروا بحياتهم عبر ركوب قوارب الموت، مضيفا بالقول: "سياستنا هي إعطاؤهم خيار حياة عوض تركهم يدخلون في مغامرة مجهولة العواقب". تصريح الوزير بيرو لهسبريس جاء على هامش إعطاء انطلاقة أولى أنشطة فعاليات "أسبوع المهاجرين بالمغرب"، والذي احتضنه المقر المركزي للهلال الأحمر المغربي بالرباط، حيث شدد على أن المبادرة التي تروم توزيع مساعدات على مهاجرين ينحدرون من جنوب الصحراء، تبقى رمزية. وأخبر المسؤول الحكومي أنه سيتم تخليد هذا الأسبوع من خلال تنظيم أنشطة متنوعة في المجالات التربوية والثقافية والاقتصادية والعلمية والرياضية والاجتماعية والإنسانية، بمشاركة المهاجرين والمجتمع المدني المغربي في مختلف جهات المملكة، وبشراكة مع عدة فرقاء وطنيين ودوليين. بيرو أكد أن الدعم الانساني موجه للفئات التي تعاني الهشاشة، وقال: "كلنا نرصد مظاهر الهشاشة لدى المهاجرين، وذلك عبر الطرقات المغربية والمدارات ووسط المدن، لذلك نهدف إلى مساعدتهم على تجاوز مشاكلهم عبر العمل على إدماجهم، تفعيلا لسياسة الدولة في الهجرة التي أطلقها الملك محمد السادس". واعتبر الوزير المكلف بالجالية المغربية وشؤون الهجرة أن تدبير ملف الهجرة يجب أن يعتمد على مقاربة شمولية، موردا أن ذلك هو الدافع لتنظيم الأسبوع المغربي، مبديا سروره للنتائج المحققة في العملية الثانية لتوزيع المساعدات الإنسانية على المهاجرين، التي تتم بتنسيق مع الهلال الأحمر المغربي. الوزير أبرز أن المغرب "شكل أرضا للاستقبال منذ قرون، كما أن تنوعه العرقي واللغوي والديني والثقافي كان ولا يزال الأساس الذي ينبني عليه المجتمع المغربي"، مشيرا إلى أن ذلك هو "الاعتبار الأساسي والفلسفة التي تحكم تنظيم أسبوع المهاجرين بالمغرب كتجسيد لتقاليد الانفتاح والتضامن تجاه المهاجرين". وقد تم خلال التحرك الإنساني توزيع مواد غذائية وأخرى خاصة بالأطفال والنساء، حيث سيستفيد بمدينة الرباط 500 مهاجر، في حين سيستفيد وطنيا 5500 فرد بكل من مدن فاس والناظور والدار البيضاء والداخلة والعيون وأكادير ومراكش وطنجة وتطوان ووجدة. وعن المبادرة، قال عبد السلام المكرومي، مدير الإدارة المركزية للهلال الأحمر المغربي، إنها تجسيد قوي للشراكة والتعاون التي تجمعهم بالوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة في الخارج وشؤون الهجرة، مخبرا أن الهلال الأحمر رصد 240 مسعفا و120 إداريا لإنجاح التحرك الإنساني الرامي لتقديم مساعدات غذائية للمهاجرين المقيمين فوق التراب المغربي. وستتواصل فعاليات "أسبوع المهاجرين بالمغرب" عبر تنظيم أنشطة رياضية وتقديم عروض مسرحية وورشات تكوين وندوات فكرية، بعدة مدن مغربية، مع تقديم البرنامج المشترك لمواكبة الإستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء بشراكة مع منظومة الأممالمتحدة. كما أن اختتام الأسبوع سيعرف اجتماع اللجنة الوزارية لشؤون المغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، الذي سيتم خلاله عرض النتائج المحققة، وتقييم الأداء، ووضع الاستراتيجيات المستقبلية، والبحث عن حلول للمشاكل المرصودة.