لا حديث بين سكان الجماعة القروية أولاد افرج، الواقعة بتراب إقليمالجديدة، إلا على الروائح الكريهة التي انتشرت في الأيام القليلة الماضية، سواء في الأحياء السكنية وسط المركز أو بالدواوير والقرى المجاورة، حيث ربطوا تلك الروائح بانطلاق عمل محطة لمعالجة المياه العادمة التي دُشّنت من طرف عامل الإقليم بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء. وبحسب ما رصدته هسبريس خلال جولات قامت بها في المنطقة، فإن روائح كريهة تنبعث في أوقات متفرقة من الجهة الشرقية إلى مركز أولاد افرج، خاصة مع هبوب الرياح في اتجاه الأحياء والتجمعات السكنية، كما أن حدّة الروائح تصل درجاتٍ عليا ومقلقة في الفترات الليلية والساعات الأولى من الصباح. ومن بين التصريحات التي استقتها هسبريس من قاطني مركز أولاد افرج، أشار أحمد ماحلي إلى أن الأوضاع باتت في الآونة الأخيرة غير محتملة، حيث أصبح السكان، خاصة القريبون من أحد الوديان المجاورة، غير قادرين على فتح نوافذ منازلهم تفاديا لاستنشاق المزيد من الروائح الكريهة، وتجنّبا لإصابة أطفالهم بأية أمراض محتملة. وفي ربطه بين الروائح الكريهة والمحطة المحدثة لمعالجة المياه العادمة، أضاف المتحدث نفسه أن "المنطقة في حاجة ماسة للمزيد من المشاريع التنموية والاجتماعية والرياضية، لكن من الواجب وضعها بشكل يراعي صحة وسلامة المواطنين من جهة، ويعطي دفعة قوية لتنمية المنطقة وتحسين ظروف العيش بها، من جهة أخرى، عوض تعزيزها بالروائح الكريهة المنبعثة من مطرح النفايات ومحطة معالجة المياه العادمة". أما مصطفى دناني، القاطن بحي سيدي مسعود، فأكّد أن روائح الصرف الصحي تنبعث مساء كل يوم من المحطة المذكورة، وتستمر إلى غاية الساعات الأولى من صباح اليوم الموالي، كما أنها تصل إلى مختلف الأحياء بأولاد افرج، فيما يعاني قاطنو القرى والدواوير والتجمعات السكنية القريبة من المحطة بشكل مضاعف. مدير الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، وهو المسيّر لمحطة معالجة المياه العادمة بأولاد افرج، نفى، في تصريحه لهسبريس، أن تكون الروائح التي يشتكي منها بعض سكان المنطقة صادرة من المحطة، مؤكّدا أن مصدرها هو مطرح للنفايات، وأن عمّال محطة معالجة المياه العادمة يعانون بدورهم، خاصة في الآونة الأخيرة، من الروائح الكريهة المنبعثة من المطرح. وختم المسؤول تصريحه لهسبريس بالتأكيد أن حدّة الروائح الكريهة تزداد حين يقوم عمّال الشركة المكلّفة بتدبير قطاع النظافة بأولاد افرج، بين الفينة والأخرى، بجمع وقلب الأزبال المتراكمة في المطرح الواقع على بعد أمتار قليلة من محطة معالجة المياه العادمة.