نزع رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، جبة الرجل السياسي الذي يتحدث عن مصاعب إرساء الإصلاح في البلاد، ويرمي خصومه بالتشويش والتآمر على حكومته، ليرتدي برهة من الزمن زي الوسيط الأسري، بتوابل لا تخلو من "رومانسية"، وهو يدعو الأزواج المغاربة على الحب. دعوة بنكيران لإشاعة الحب بين الأزواج لصون الاستقرار الأسري، جاءت بمناسبة الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي بالصخيرات، الذي تنظمه وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، بشراكة مع المنتدى المغربي للأسرة والطفل، حول موضوع "الوساطة الأسرية ودورها في الاستقرار الأسري. وتطرق رئيس السلطة التنفيذية عن مزايا مشاعر الحب التي يمكن أن يتبادلها الزوجان داخل الأسرة، وأهمية ذلك في تحصين الأسرة من عوامل الانحراف والزيغ، كما أنها مشاعر إنسانية تساهم إلى حد كبير في صون الأسرة من تيارات الهدم، ومن أسباب الفرقة والتشتت. وأورد بنكيران، في مداخلته بالمؤتمر الدولي حول الوساطة الأسرية، والذي تختتم فعالياته يوم غد الثلاثاء، بأن "استقرار الأسرة تعتبر من مسؤولية الزوج أولاً، وهو الذي يجب أن يتحمل مسؤوليته كاملة، خصوصاً في ظل المجهود الكبير التي تقوم به المرأة لفائدة الأسرة". وبين رئيس الحكومة بأن حوالي 40 في المائة من القضايا بمحاكم الدول الغربية تتعلق بمشاكل الأسرة"، مبرزا أن "كلفة الطلاق كبيرة، ولها تداعيات سلبية بالنسبة للمجتمع والدولة، بالإضافة إلى تداعياتها السلبية اتجاه الأبناء"، معتبراً أن "أصعب شيء في حياة الإنسان هو الطلاق". ودعا بنكيران إلى خصلتين اثنتين قال إنه بدونهما تتفكك الأسر، ويسهل تفقرها وتمزقها، الأولى خصلة الحوار بين الأزواج، "الكثير من الأسر تفككت بسبب أمور تافهة أو مادية"، والثانية "الحب لأنه يساهم في على استقرار الأسرة"، موجها الدعوة للرجل للعطاء دون حدود لصالح زوجته وأسرته". ومن جهتها، قالت فضيلة كرين، مديرة إدارة شؤون الأسرة بمنظمة التعاون الإسلامي، إن "المرأة في بعض الدول الإسلامية تعاني من التدهور في شتى مناحي الحياة ، بسبب تنامي آفة الفقر والبطالة، والضرر الذي لحق بالبنية التحية وبالمؤسسات التعليمية، ومرافق الصحة والبيئة". وأضافت كرين أن "الأسرة تعد نواة المجتمع، وأن النساء يواجهن تحديات كبيرة، وأن المرأة تعد من أضعف الفئات بالمجتمعات، ويتعين العمل على مساعدتها ورعايتها، ومنحها التسهيلات الضرورية، وأن تتاح لها الفرصة للوصول إلى التعليم الذي سيمكنها من تعزيز وضعيتها". ويشكل هذا المؤتمر الدولي، فرصة لتدارس مفاهيم ومقاربات إعمال الوساطة الأسرية باعتبارها آلية ناجعة للوقاية من التفكك الأسري، وتدبير الخلافات بين الأطراف المتنازعة، ومساعدة الأسرة على استرداد دورها في بناء المجتمع على أسس ثابتة يكتنفها الحوار البناء والتشارك الإيجابي. وترتكز أشغال هذا المؤتمر حول "الإطار المفاهيمي والمرجعي والتاريخي لتطور الوساطة الأسرية"، و"مأسسة الوساطة الأسرية من خلال التجارب الدولية"، و"تطوير خدمات الوساطة الأسرية من خلال مبادرات المجتمع المدني"، و"تكوين الوسطاء الأسريين.