في خروج مثير ضد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، رشيد بلمختار، اختار رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، أن يوجه سيلا من الانتقادات إلى قرار تدريس عدد من مواد الباكالوريا العلمية باللغة الفرنسية. واختار رئيس الحكومة، اليوم الثلاثاء بمجلس المستشارين، أثناء حلوله ضيفا على الغرفة الثانية، في إطار المساءلة عن السياسيات العامة الشهرية، أن يواجه وزيره في التربية الوطنية بلغة مباشرة، معلنا أن "الفرنسة في الباكالوريا التي اعتمدتها مذكرة له ستشعل النار". وقال بنكيران: "الفرنسة ستشعل النار، والذي يعرفها هو رئيس الحكومة، والملك عندما أراد تعيين رئيس الحكومة اختار عبد الإله بنكيران، ولو أراد لاختار رشيد بلمختار، لأنه يعرفه قبلي، لكنه عينني لكي أقدر الأمور". بنكيران، وفي نوع من التقريع للوزير رشيد بلمختار، أمام أنظار المستشارين الجدد، في أول لقاء معهم، خاطبه بالقول: "قم بفرض النظام في التعليم، ولا يجب السكوت على المحسوبية والزبونية داخل الوزارة"، مشددا على ضرورة "تأجيل مسألة الفرنسة". من جهة ثانية، جدد بنكيران تمسكه برفض التوظيف المباشر للأساتذة المتدربين؛ لأن التكوين لا يعني التوظيف، قائلا: "سأواجه هذا الشعب بالحقيقة، وسأواجه المتدربين، وكل من تيسر له الاشتغال في الخاص أو العام سيفعل، ولن أوقف التكوين". "أقول لهم عودوا للدراسة، لأن هذا هو الأفضل، وهناك مشكل في التوظيف المباشر، مرتبط بالعدل، لأنكم كنتم على علم بأنه لا توظيف مباشر بدون مباراة"، يقول بنكيران، وهو يوجه خطابه إلى الأساتذة المتدربين، الذين اختاروا التصعيد ضد مرسومي الوزير بلمختار، الخاصين بفصل التكوين عن التوظيف، والتقليص من تعويضات الدراسة إلى النصف. بنكيران، وفي جوابه على أسئلة المستشارين، خصص حيزا كبير لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي وصفه ب"راعي التحكم"، مشددا على أن "المغرب خرج من الصراع القديم بين الملكية وبعض المكونات السياسية، ودخل عهد التحكم". وقال رئيس الحكومة في هذا السياق: "الأصل أنه لا يجب أن يكون هناك مسؤول خائف من آخر أو حزب من آخر، والتحكم السياسي جاءنا في 2008، وتسلط علينا سنة 2009، وهما تاريخي تأسيس حزب "البام"، وتصدره للانتخابات الجماعية"، مؤكدا أن "حزبه جاء إلى السلطة في وقت الأزمة". وردا على اتهامات رئيس فريق الأصالة والمعاصرة لوزراء "المصباح" بأنهم اشتغلوا مع الحكومة بمنطق الغنيمة، لكون الميزانيات التي يسيرونها ارتفعت ب40 في المائة، أفاد بنكيران بأن كل ذلك كذب، "فالحزب لم يترأس وزارة الاقتصاد والمالية، والميزانيات الأخرى لم ترتفع، ولن تجد زيادة أكثر من خمسة ملايير درهم في جميع الوزارات التي يسيرها حزب العدالة والتنمية"، يقول بنكيران. وبعدما أكد رئيس الحكومة أن "المغرب محتاج إلى طبقة سياسية جدية، لأن المرحلة الماضية انتهت"، أكد بنكيران أن "الاستقرار لم يوطده التحكم الذي هرب رموزه خلال الحراك الشبابي سنة 2011"، مضيفا أن "التحكم فشل فشلا ذريعا وتحالفه انكسر".