دخل سكان المنتجع السياحي ستي فاطمة بإقليم الحوز في اعتصام مفتوح منذ ما يزيد عن 15 يوما، بمساندة 80 جمعية تمثل مختلف الدواوير والمشيخات بالمنطقة، منددين بما وصفوه ب"تهميش وإقصاء وظلم وحيف السلطة المحلية لإقليم الحوز"، مشيرين إلى أنهم "يعانون من الهشاشة والفقر المدقع". المحتجون عبروا عن استياء شديد من رفض مصالح العمالة استقبالهم، وعدم الرد على شكاياتهم، مما جعلهم يوجهون تظلما لملك البلاد، يناشدونه التدخل لحماية مصالحهم الفردية والجماعية، ومعالجة مشاكل الصحة والتعليم والبيئة والبنية التحتية. وطالب المتضررون ببرنامج تنموي حقيقي، "بعد سنوات عجاف لم تستفيد فيها المنطقة من أي مشروع يحقق أبسط شروط الحياة الكريمة"، تقول اللجنة المنظمة للاعتصام، في تصريح لهسبريس. واسترسلت اللجنة ذاتها، موضحة دواعي الاحتجاج، بأن "الجماعة تفتقر إلى دار للولادة وسيارات إسعاف، كما تعرف مستوصفات مجموعة من الدواوير (كأشك وتمنتار...) خصاصا كبيرا في التجهيزات والموارد البشرية؛ فيما تفتقر مشيخات أخرى (كأمنزال وتمنرت وأنينس...) إلى مؤسسات صحية". وضعية الطريق الرئيسة ومسالك الدواوير المعلقة على سفوح جبال الأطلس الكبير هي الأخرى دفعت السكان إلى التعبير عن تذمرهم من تدبير السلطات المختصة، إذ إن "حالة الطريق الرئيسة الرابطة بين جماعة أوريكة والمنتجع السياحي ستي فاظمة متردية، رغم استقبالها كل نهاية أسبوع ما يقارب 5000 سيارة"، يقول المتضررون. ومن المطالب، يورد بلاغ صحافي للمحتجين، فك العزلة عن دواوير أمنزال، وتمزرت، وأمترت، وتورشت... بإحداث مسالك؛ فيما "تحتاج الطرق الأخرى التي تربط بين مجموعة من الدواوير إلى الإصلاح، كما هو الشأن بالنسبة إلى دواري "أكش وتنمار"، على سبيل المثال لا الحصر"، تقول الوثيقة ذاتها. وأضاف البلاغ أن "غياب المسالك أو تردي حالتها ينعكس سلبا على استفادة السكان من ولوج خدمات الأطر الطبية والتعليمية، التي تجد صعوبة في الوصول إلى المستوصفات أو المؤسسات التعليمية، التي تعاني أيضا من تعدد المستويات، إذ يوجد قسم بدوار "تخفرت" مثلا تدرس به أستاذة كل المستويات". وشدد المشاركون في الاعتصام على ضرورة إنقاذ الفرشة المائية التي تتعرض للضرر لانعدام قنوات الصرف الصحي، مما يجعل المياه العادمة تصب في الوادي، الذي يشكل الرئة الرئيسة لجمالية المنطقة، التي تجذب أسبوعيا عددا هائلا من الزوار والسياح الأجانب. وطالبت الجمعيات بحل مشاكل التعليم التي تقض مضجع السكان، "إذ عرفت السنة الماضية، انقطاع 167 تلميذا وتلميذة عن الدراسة، بسبب تأخر وصول المنح الدراسية، التي تصرف بعد مرور شهور عديدة من بداية الموسم الدراسي، مما يشكل سببا رئيسا في الهدر المدرسي". وأشارت الهيئة المنظمة للشكل الاحتجاجي إلى أن "المركب الاجتماعي أغبالو، حيث يقطن التلاميذ، يحتوى على 235 سريرا، وبذلك باستطاعته إيواء هذه العدد من المتمدرسين، في حالة الرفع من هذه المنح، ليستفيد منها التلاميذ الذين يقطعون يوميا بعد نقلهم بسيارة للنقل المزدوج 7 كيلومترات تقريبا"، وفق تعبير المحتجين.