شرعت محكمة الجنايات في مدينة بوردو الفرنسية، الاثنين، ضمن جلسات مقاضاة المغربي عزيز حمري في ملف مرتبط بقتل أحد الفرنسيين قبل تقطيع بدنه إلى أجزاء.. إذ استهلت المحاكمة التي يرأسها القاضي ميشيل ريغالدو بتعريف المتهم المغربي نفسه وحكي مسار نشأته وعلاقاته الاجتماعية. ذات المحاكمة تتم بناء على ملف افتُتح عام 2006 بالعثور على أطراف بشرية بضفاف عدد من الأنهار المخترقة لبوردو والنواحي، إذ تم العثور على ذراع وساق بشريتين زيادة على جذع آدمي متلقّ ل35 طعنة بالسلاح الأبيض، وحين اللجوء إلى تحاليل الحمض النووي عُرف بأن الضحية هو رَاوُول جُونْ.. صديق عزيز حمري الذي كان آله قد أبلغوا الشرطة باختفائه. الوصول إلى عزيز حمري تمّ بناء على ما أفادت به صديقة له للمحقّقين، إذ أوردت ضمن أقوالها بأن المتّهم قد أقر لها بوقوفه وراء جريمة قتل رَاوُول الذي كان دؤُوبا على مرافقة صديقه عزيز ضمن رحلات تقودهما لإسبانيا والمغرب.. وهي الأقوال الخطيرة التي دفعت شرطة بوردو إلى تعميق البحث ورصد عمليات مالية تمّت بالبطاقة المصرفية للقتيل بكل من فاس وثلّة من المدن الإسبانية بعد تاريخ الجريمة التي حددها الطب الشرعي، ليتم بذلك اعتقال المغربي المتابع حاليا بناء على ترخيص من المدّعي العام. أقوال حمري المدونة ضمن محاضر التحقيق الاستئناسي أصرت على نفي العلاقة بالجريمة المرصودة، إذ أقر بصداقته للقتيل وفقد الاتصال به ضمن ذات الفترة التي أعلنت أسرته اختفاءه.. مع تأكيده على أن إقحام اسمه ضمن القضية يعود لخلفيات مرتبطة بتصفية حسابات مع صديقته التي لم تتقبل أن ينهي علاقته بها. ومن المنتظر أن تتواصل جلسات محاكمة المغربي المتّهم طيلة الأسبوع الجاري ارتقابا لحكم ابتدائي يطال القضيّة يوم الجمعة، إذ من المقرر أن يستمع القضاء يوم الأربعاء لأقوال "الواشية" إضافة لتعقيبات عزيز الحمري، هذا قبل أن تنعقد جلسة نهائية تتصدّر إيلاج الملف للمداولة بغية الوصول إلى حكم ابتدائي في النازلة القاتلة.