أصبح إلصاق الاعتداءات التي ضربت فرنسا أخيرا، تهمة رائجة في وسائل الإعلام الدولية، وبات هناك حضور مكثف "للأصل المغربي"، كلما أثير حديث عن إرهابيين في أحداث باريس، فيما غاب الفاعلون المغاربة عن وسائل الإعلام الدولية، للمساهمة في النقاش الدائر حول الاعتداءات الإرهابية الأخيرة. وفي كندا على سبيل المثال، غاب فجأة المغاربة من الظهور في وسائل الإعلام الكندية، بل حتى المغاربة الذين اشتهروا بكثرة الظهور على المواقع الاجتماعية، اختفوا عن الأنظار، وهو ما اعتبره مراقبون عاملا قد يدفع للترويج لأفكار مغلوطة عن المغاربة، أو الإسلام بصفة عامة، وخصوصا في المناطق النائية بكنداوأمريكا. وتبدو الطبقة المثقفة من مغاربة أمريكا الشمالية منغلقة على نفسها، أو في أحسن الأحوال، مكتفية بتجمعات صغيرة جدا لا يسمع صوتها إلا في المقاهي أو حلقات، يحسب المشاركون فيها على رؤوس الأصابع، في الوقت الذي يشهد الحقل الإعلامي بأمريكا الشمالية حضورا متميزا لمواطنين عرب من أصل لبناني وجزائري. سامي عون، مواطن كندي من أصول لبنانية، يعمل أستاذا بجامعة شيربروك، يعتبره الكثيرون العربي الأكثر حضورا على وسائل الإعلام الكندية، ففي كل مرة يتعلق الأمر بأحداث تخص الشرق الأوسط، أو العالم الإسلامي، إلا ويكون حاضرا في العديد من وسائل الإعلام الكندية.. وأما لمين فورة، قبايلي جزائري، فيعرف بنشاطه المكثف وسط الجالية المغاربية بكندا، كما أنشأ، قبل سنوات، إذاعة "مغرب ميديا"، بعد أن تم اختياره للمهمة ذاتها من طرف الجهات المسؤولة عن الحقل الإعلامي بالكيبيك (CRTC)، وكان من بين المرشحين مغاربة يسيِّرون صحيفة شهرية. لمين فورة حل، خلال الأسبوع الماضي، ضيفا على البرنامج الفرنسي الأكثر مشاهدة بكندا "tout le monde en parle"، والذي يحظى بمتابعة قوية من طرف المجتمع الكيبيكي، وعبر عن مواقفه من أحداث باريس، وتطرق لوضع الجاليات المغاربية بكندا، في برامج إذاعية أخرى. هسبريس تواصلت مع عدد من مغاربة كندا لمعرفة الأسباب التي تكمن وراء غياب فاعلين مغاربة عن المشهد الإعلامي بأمريكا الشمالية؛ وفي هذا الصدد، يقول الحسين فريبكان إن شعار المغاربة بكندا هو "كلها يْصوطْ عْلى كْبالْتُو"، فالأنانية تسكن الجالية المغربية" وفق تعبيره. أما كمال، فعلق على هذا الموضوع قائلا: "في الوقت الذي أصبح للجالية الهندية بكندا وزيران في الحكومة، لم تستطع الجالية المغربية إفراز زعماء في المستوى، تلتف الجالية حولهم، فجل النشطاء يبحثون عن تحقيق أهداف شخصية" على حد قول هذا المهاجر المغربي. وأردف المتحدث أن الدكاترة والباحثين والأساتذة الجامعيين والعلماء يختبئون خشية اتهامهم بالانتهازية، وهي الصفة التي أصبحت لصيقة بمعظم من يقدمون أنفسهم زعماء الجالية المغربية بأمريكا الشمالية"، ويضيف "ما دام الحال كذلك، فلن يكون للجالية المغربية زعماء يدافعون عنها بالشكل المشرِّف في وسائل الإعلام المحلية".