أدان رئيس المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة حكيم بنشماس، اليوم السبت بالرباط، الهجمات الإرهابية التي هزّت العاصمة الفرنسية باريس مساء أمس الجمعة، وخلّفتْ أزيدَ من مائة وثلاثين قتيلا وعشرات الجرحى. واغتنمَ بنشماش فرْصة حديثه عن هجمات باريس والتي وصفها ب"الأعمال الإرهابية الجبانة"، ليؤكّد أنّ "جزءً من رسالة الحزب هو التصدي ومقاومة البنيات العميقة المنتجة لمثل هذه الأحداث"، مضيفا: "من المفروض أن نلعب دورا رائدا لبناء وطن يتسع للجميع". من جهة أخرى تفادى مسؤولو حزب الأصالة والمعاصرة الدخول في سجال جديد مع خصمهم الأبرز، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، خلال المؤتمر العشرين للمجلس الوطني لحزب "الجرار" الذي انطلق صباح اليوم بالرباط. وقال رئيس المجلس، حكيم بنشماش، في الكلمة الافتتاحية لأشغال الدورة، إن قيادة الحزب ناقشت الموضوع وقررت عدم تخصيص حيّز للرد على بنكيران. غير أن عدم الرد على الأمين العام لحزب العدالة والتنمية لم يمنع حكيم بنشماش من انتقاده، متهما إياه ب"استئناف الهجوم على الحزب من خلال التلفزيون العمومي"، في إشارة إلى المقابلة التلفزيونية التي ظهر فيها بنكيران على قناة "ميدي آن تي في". وذهب بنشماش إلى القول: "إن حزب الأصالة والمعاصرة مستهدف من رجالات دولة، وعلى رأسهم رئيس الحكومة". واستطرد المتحدث قائلا: "حزبنا جاء ليستجيب لحاجة مجتمعية مُلحَّة، ولو لم يكن مستجيبا لهذه الحاجة المجتمعية لانقرض بسبب الضربات الكثيرة التي تلقاها"، مضيفا: "لكننا سنمضي قدما في المساهمة في إنجاح المشروع الإصلاحي، ولن نضيع وقتنا في مثل هذه الحروب التي يتقنها البعض، والرد عمّن يريد إلهاءنا عن معركة توفير شروط إسهامنا في المشروع الوطني"، بحسب تعبير بنشماش. رئيس المجلس الوطني ل"الجرار" قال إنَّ طموح حزبه لا ينحصرُ فقط في تحقيق نتائجَ هامّة على مستوى الانتخابات، واحتلال مكانةٍ بارزة بيْن الأحزاب السياسية المغربية، "بلْ إنّ هدفنا هو أنْ يتحول حزبنا من حزب سياسي عادي، إلى حزب تاريخي، يتموقعُ في صلب أداء مهمّة الإسهام في إرساء أسس المشروع الديمقراطي، ويواكب الإصلاح الشامل المطروح على جدول أعمال البلد". وفي مقابل استعراضه للنجاحات التي حققها حزب الأصالة والمعاصرة، دعا بنشماش مناضلي حزبه إلى "التحلي بالشجاعة المدنية وهي أعلى من الشجاعة السياسية، لنطرح على أنفسنا على الدوام الأسئلة الجريئة المتجهة التي تصبُّ في مساءلة الحزب، لأن الحزب الذي يشعر بالغرور وينتشي بالزهو الزائد هو حزب فاشل"، وأضاف أنّ من شروط وجود الحزب "أن يسري في عروق مناضليه القلق الجميل وطرح الأسئلة الجوهرية لتقويم الاعوجاجات ومعالجة نقاط الضعف والاختلالات". بنشماش اعترف بأنّ حزب الأصالة والمعاصرة عرف، في مقابل النجاحات التي حققها، إخفاقات، داعيا مناضلي الحزب إلى عدم الخجل من ممارسة النقد البنّاء ومساءلة الذات، "هذا التمرين يجب أن يظل مستمرا، وهذه الروح يجب أنْ تظل متقدة بعدما حققنا نجاحات، ولكن تعرضنا أيضا لإخفاقات، ونحن لا نخجل من القول إنّ حزبنا فتيٌّ وما زال عوده يتقوّى ويشتدّ"، يقول بنشماش.