مطالب مواطنين مغاربة من ساكنة الأقاليم الجنوبية للمملكة، بإنهاء مهمة بعثة الأممالمتحدة لحفظ الأمن والسلام بالصحراء، مساء أمس السبت، أمام المقر العام لبعثة المينورسو، الكائن بشارع أبو بكر الصديق بالعيون، تعد الأولى من نوعها بعدما ظلت الحكومة المغربية وشيوخ القبائل الصحراوية وساكنة الصحراء يتعاملون معها بجدية. ويعزى هذا التحول في الموقف غير الرسمي المغربي الذي عبرت عنه الحشود الغفيرة أمام المقر العام للمينورسو، حسب صلاح الدين ماء العينين، من أعيان الصحراء، إلى الدينامية والتفاعل للمواطنين مع خطاب الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء. وأفاد ماء العينين، في تصريحات لجريدة هسبريس، بأن سكان الصحراء التقطوا إشارات واضحة من الخطاب الملكي، مساء الجمعة الماضي، ولمسوا نبرة قوية للعاهل المغربي للمضي قدما في تنزيل الجهوية المتقدمة، تمهيدا لتثبيت نظام الحكم الذاتي في الأمد المنظور". ومن جهته، اعتبر الخليل مربو، فاعل جمعوي بالمنطقة "أن حجم الاستثمارات المرصودة للتنمية بالمناطق الجنوبية للمملكة، والانفتاح على الرساميل الوطنية والأجنبية، والرغبة الملكية في جعل الصحراء جسر تواصل مع أفريقيا، خطوات عملية لتحسين عيش المواطن الصحراوي". وأكمل الخليل مربو، أن المغرب من خلال مبادراته، يسعى بحزم إلى تحسين شروط عيش الصحراويين تحت السيادة الوطنية، بعيدا عن المزايدات السياسية والأجندات الخارجية التي كانت سببا في اختلاق النزاع المفتعل حول الصحراء، والتي كانت سببا أيضا في خلق بعثة المينورسو ". وشدد الفاعل الجمعوي ذاته، في تصريحات لهسبريس، على أن خطاب المسيرة الأخير، قطع شعرة معاوية مع جبهة البوليساريو الانفصالية والجزائر، كما جعل مهمة المينورسو غير ذات جدوى عملية" يضيف ذات المصدر. ورابط المحتجون لأكثر من ساعة أمام المقر العام للبعثة قبل أن يقرروا الاحتشاد في مكان آخر، أمام سيارة الملك الذي كان مارا بالقرب من عين المكان في إطار جولاته الخاصة، حيث أثار انتباهه حجم الحشود، فاقترب منهم واستفسرهم عن مطالبهم، قبل أن تتعالى صيحات التكبير والهتافات بحياة الملك. وقد أصغى الملك محمد السادس لحديث عدد من المواطنين، وتبادل معهم الحديث، قبل أن يستأنف جولته الخاصة في جو حماسي، بعيدا عن الرسميات وتكاليف البروتوكول الأمني، الذي تنصل منه الملك منذ وصوله إلى مدينة العيون.