تخليدا للذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، توافد على مدينة العيون عدد كبير من الفنانين والمغنيين المغاربة والأجانب، من أجل إحياء عدد من السهرات خلال الأيام التي من المرتقب أن يمضيها الملك محمد السادس في المدينة. هسبريس التقت الفنان التونسي لطفي بوشناق، مباشرة بعد وصوله إلى العيون، حيث عبر عن سعادته بزيارته الأولى للمدينة الصحراوية، معربا عن أمله في أن تكون السهرة التي سيحييها في مستوى تطلعات الجمهور. وقال بوشناق إنه يعتبر المغرب بمثابة بلاده إلى جانب تونس، مضيفا أنه يتشرف بالمشاركة في الأنشطة الفنية والثقافية التي تحتضنها المدينة، كما تمنّى أن يكون "على قدر الثقة التي وضعها فيَّ المغاربة بعد أن منحوني الفرصة لكي أشارك في حفلات الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء". وأشار الفنان التونسي إلى أنه يسعى دائما لأن يكون صادقا في رسالته من خلال الأغاني التي يؤديها، ويتفاعل معها الجمهور العاشق للفن الذي يقدمه،"من خلال جديده و"شهادتي على الحقبة الزمنية التي أعيش فيها"، على حد تعبيره. وفي ما يخص علاقته بالمملكة، أكد لطفي بوشناق أنه يعتبر المغاربة والتونسيين "شعبا واحدا"، وأنه لا يعترف بالحدود بين بلدان المنطقة، مشددا على ضرورة إلغائها بين البلدان المغاربية، حيث استشهد على ذلك بالآية القرآنية: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَر وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"، مؤكدا أنه "من الضرورة أن تتحد هذه الشعوب في إطار السلم والأمن والاستقرار". وحول جديده الفني الذي سيقدمه لجمهور العيون، كشف لطفي بوشناق أنه يُعدّ مفاجآت كثيرة لجمهوره، من خلال تقديم عدد من الأغاني الجديدة التي لم يسبق له أن غناها من قبل إلى جانب عدد من المقطوعات الغنائية التي اشتهر بأدائها خلال مساره الفني، مضيفا أنه من المنتظر أن تكون له سهرة واحدة فقط بالعيون خلال الزيارة الحالية التي يقوم بها للمغرب، بعد أن كان قد أحيى سهرات عدة في مختلف المدن المغربية. وتأتي هذه السهرات بالتزامن مع زيارة الملك محمد السادس للمدينة، ﻗﺎﺩﻣﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻨﺪ، ﺣﻴﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺗﻘﺐ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﻖ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻭﻡ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺣﻴﺎﺓ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻣﻬﺪ ﻟﻬﺎ بإعلانه ﺍﻟﻌﻔﻮ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﻋﻦ عشرات المعتقلين الصحراويين، ﺑﺼﻔﺔ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ، ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺫﻛﺮﻯ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺨﻀراء.