من يتذكر يوم العاشر من أبريل الماضي، حين احترق العشرات من الأشخاص، أغلبهم أطفال وشباب، داخل حافلة في حادثة سير مفجعة شهدتها الطريق الوطنية رقم 1، على مستوى جماعة الشبيكة القروية بإقليم طانطان؟..لا أحد ربما سوى العائلات المكلومة التي لم تجف دموعها بعد حزنا على الرزء الفادح الذي ألم بها. وبعد مرور زهاء سبعة أشهر على تلك المأساة التي اهتز لها ملايين المغاربة، لا زالت عدد من الأسر المفجوعة تنتظر من يلتفت إليها بعين الرحمة، ويمد لها يد العون في وقت الشدة الذي تعيشه هذه العائلات، خصوصا بعد فقدان فلذات أكبادها، في حادثة أودتن بحياة 35 قتيلا حرقا. وفي هذا الصدد طالب أعضاء "جمعية ضحايا فاجعة طانطان"، بالعناية بمطالبهم المشروعة، وعدم إهمال وضعيتهم المزرية، وتنفيذ ما ورد في الرسائل الملكية التي توصلوا بها، والتي طالب من خلالها الملك محمد السادس بتوفير كل احتياجات العائلات المكلومة في فاجعة طانطان. وتُمني الأسر المفجوعة النفس بأن تحظى بالتفاتة ملكية بمناسبة زيارة العاهل المغربي المرتقبة للأقاليم الصحراوية، لتخليد الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، وذلك للتخفيف من الواقع الصعب الذي تسبب فيه اصطدام حافلة قادمة من بوزنيقة، وشاحنة مخصصة لنقل الغاز بالطريق الوطنية بين مدينة طانطان وجماعة الشبيكة. ولا تزال بعض الأسر المكلومة تحتفظ بين يديها رسائل ملكية توصلت بها، يحمد فيها الملك الله لأنه كتب النجاة لمن لم يمت في تلك الحادثة، داعيا الله أن يشفي الضحايا المصابين، وأن يسترجعوا كامل عافيتهم، وأن يشملهم وأسرهم المفجوعة بألطاف الله الخفية ورعايته الربانية". وكان الملك محمد السادس قد بعث رسائل إلى أسر ضحايا تلك الحادثة الأليمة، وقرر التكفل شخصيا بلوازم نقل جثامين الضحايا ودفنهم، ومآتم عزائهم، وبعلاج المصابين المتواجدين بالمستشفى، كما أعطى تعليماته إلى السلطات المختصة، لمنح كافة المساعدات اللازمة لأسر الضحايا، وإحاطتهم بالعناية الفائقة". مشيرة سويني، رئيسة جمعية ضحايا فاجعة طانطان، وواحدة من الذين توصلوا بالرسالة الملكية، قالت في تصريحات لهسبريس، إن عائلات الضحايا، سواء منهم الذين صُرعوا في الحادث، أو الذين كتبت لهم النجاة، وعددهم 5 أو 7 حالات، تنتظر بشوق زيارة الملك للأقاليم الجنوبية، حتى يحظوا بالتفاتة كريمة من جلالته". وتضيف مشيرة بأن عائلات ضحايا فاجعة طانطان لم تنل أي تعويض مادي أو معنوي عما حدث، فبعد الضجة الإعلامية مباشرة بعد الحادث، وفي غمرة سخونة الأوضاع، تلقت الأسر المعنية الوعود من طرف السلطات المحلية بالعناية بها، لكن كل ذلك لم يكن سوى وعودا دون تطبيق". وقالت سويني، وهي أحد الناجين القلائل في الحادثة الدموية، إنها لا تزال تعاني من مشكل نفسي لا تستطيع معه ركوب الحافلة، رغم أنها مجبرة على اجتياز الامتحانات في جامعة مراكش، حيث يتعين عليها الانتقال من مدينة العيون إلى المدينة الحمراء، لكنها لا تقدر على ذلك نفسيا ولا حتى بدنيا". وأردفت سويني، 28 عاما وكُتب لها النجاة من الحادثة رفقة فتاة تبلغ من العمر 12 عاما، بأنها تعاني من مشكلة صحية في عمودها الفقري بسبب تلك الحادثة، جراء انزلاق غضروفي أصابها، مبرزة أن عائلات ضحايا حادثة طانطان تطالب بحقوقها، في خضم الإهمال لحالتهم الاجتماعية والصحية والنفسية". وكانت النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بطانطان، قد كشفت في نتائج التحقيق حول أسباب فاجعة حافلة طانطان، أن شدة الاصطدام نجم عنها اندلاع النيران التي زادت من حرارتها، التي فاقت 700 درجة حرارية، كمية المحروقات الموجودة بخزانات وقود المركبتين، وكذا إطارات العجلات والمواد البلاستيكية وقنينة الغاز..